ولد منصور يوضح مفهوم الإمامة في الفكر السياسي للإسلام

سبت, 2020-07-04 07:15

اعتبر القيادي في تيار الإسلام السياسي بموريتانيا، محمد جميل ولد منصور، أن الإمامة في الإسلام تتجاوز كافة المفاهيم الضيقة التي تحدد بعض الصفات الخاصة بمن يشكلون قادة الرأي والقدوة؛ مستشهدا بما ذهب إليه بعض كبار الأئمة والفقهاء من أمثال إمام الحرمين الشريفين الجويني في قوله: "ومعظم مسائل الإمامة عرية عن مسلك القطع، خلية عن مدارك اليقين".

وأوضح ولد متصور، في تدوينة نشرها في حسابه على "فيسبوك"، أن تصرف النبي صلى الله عليه وسلم بالإمامة إنما هو وصف زايد آل. النبوة والرسالة والفتيا والقضاء...

نص التدوينة:

فقه سياسي

كنت قد نقلت لكم كلمة إمام الحرمين الجويني "ومعظم مسائل الإمامة عرية عن مسلك القطع، خلية عن مدارك اليقين" وهي قاعدة جليلة في التعامل مع الفكر السياسي في الإسلام الذي تكثر فيه دائرة العفو ومما يعزز هذا المعنى التعامل المنهجي مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم أو ما يعبر عنه العلماء منها بالتصرفات النبوية، لندع الإمام شهاب الدين القرافي في كتابه : "الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام وتصرفات القاضي والإمام" يحدثنا عن ذلك، يقول رحمه الله :

"وأما تصرفه صلى الله عليه وسلم بالإمامة فهو وصف زائد على النبوة والرسالة والفتيا والقضاء، لأن الإمام هو الذي فوضت إليه السياسة العامة في الخلائق، وضبط معاقد المصالح، ودرء المفاسد، وقمع الجناة، وقتل الطغاة، وتوطين العباد في البلاد، إلى غير ذلك مما هو من هذا الجنس" وعلى نحو يستحضر الربط بالمصلحة في تصرفات الإمامة يصفها ابن قيم الجوزية ب"سياسة جزئية بحسب المصلحة" ثم يضبط الموضوع رحمه الله في كتابه المشهور "زاد المعاد في هدي خير العباد" فيعتبرها " مصلحة للأمة في ذلك الوقت وذلك المكان وعلى تلك الحال"

وهكذا يتضح أن هذا الميدان، ميدان السياسة والإمامة، مضبوط بتوجهات ومقاصد وفيه بعض الأحكام ومن قواعده توخي المصلحة وابتغاء المقاصد وسياقه التكيف مع الزمان والمكان.