اقتصادنا الوطني في خطر..الأكاديمي الغوث ولد بكالي

-A A +A
خميس, 2020-07-09 18:14

رسالة جديد إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد : محمد ولد الشيخ الغزواني :

بعد كل التقدير والاحترام لشخصكم الموقر ، حان الأوان سيدي الرئيس للإعلان عن استراتيجية وطنية جديدة لمحاربة الفساد والمفسدين ، ففي خطابكم الأخير إلى الأمة ، قلتم أنكم ستحاربون الفساد والمفسدين ، أرجو أن لا تألو جهدا لترجمة أقوالكم إلى أفعال من أجل ذلك .

سيدي الرئيس لاشك أن غياب الشفافية يشجع على الفساد ، وهو قوة مدمرة أشد المتألمين منها هم الفقراء والمساكين ، وآثار ذلك واضحة للغاية ،فالفساد يحرم المرضى من الدواء والعقاقير ويحول دون بناء المدارس وكل البنية التحتية إضافة إلى المشاريع الوطنية التي قد يستفيد منها المواطن وتقوي الاقتصادية الوطني ، كما يؤدي إلى انجراف الطرق تحت الأمطار ويهدر المال العام .

وفي أكثر بقاع العالم هشاشة ،يقوض الفساد جهود تحقيق الاستقرار أو منع تكريس العنف والتطرف . سيدي الرئيس إنني فخور بالتقدم الذي حققناه ،لكننا لم نكسب الحرب بعد ، وثمة المزيد الذي ينبغي القيام به ،علينا أن نكثف الجهود لمحاربة هذا الداء والسعي إلى المحافظة على النظام لدينا بزيادة الشفافية وتحسين الرقابة .

سيدي الرئيس قال رجل حكيم عندما سألوه عن متى يفقد الإنسان شرفه؟ فأجاب : عندما يأكل من خيرات بلده وينتمي إلى بلد آخر . أجل هذا هو حال الطبقة المفسدة والفاسدة في بلدنا ، يأكلون اليوم وسينتمون غدا إلى بلد آخر . يخططون ، يدبرون ، يسعون لضرب كل الثوابت . لذا لم يعد مقبولا ولا جائزا اليوم أن نغض الطرف عن من تغلغل الحقد في نفوسهم ، فقدوا حياء ضمائرهم ، أنعدم الحق والخير في قلوبهم ، وباتوا يصرون على إلحاق الضرر بالوطن ، فئة لاتهتم بمصالحنا و لا بأمننا ولا باستقرارنا وحتى لاتضع لذلك وزنا .

مجرد عصابة تسعى لنشر الفوضى في مجتمعنا الطيب الطاهر المتماسك والمخلص والوفي لبلده . سيدي الرئيس يجب معاقبة هؤلاء المفسدون الفاسدين الذي يسعون في الأرض فسادا ، يدبرون يخططون لاستهداف الدولة ومؤسساتها ، هذا التدبير الخبيث لتخريب اقتصادنا الوطني وهدم أركان الدولة ، لم يكن الأوحد كما لم يكن الأخير ، فلدينا العديد من الأعداء ممن يتربصون بنا ويهدفون لتدمير وطننا ، إذ لم نتبه لذلك جيدا . سيدي الرئيس فقد توارت النصوص الشرعية في الكتاب والسنة عن الفاسدين والمفسدين وبيان صفاتهم وأماراتهم ، ليكون الناس على بينة من أمرهم ،فيحذروهم ويدركوا العقلية المنحرفة والموازين المضطربة التي يتعامل بها هؤلاء المفسدون .

سيدي الرئيس قد تكاثر هؤلاء المفسدون في عصرنا الحاضر ، وتعددت راياتهم ،وتفننوا في إبتكار صنوف الفساد والإفساد في كل الميادين وكان وجودهم من الأسباب الرئيسية لتخلف الأمة وتردي مكانتها ، من أجل ذلك كان من الواجب علينا أن نتدارس صفاتهم بيانا للحقيقة ، وإيقاظا للأمة ،وتحذيرا من تغول المفسدين وطغيانهم في البلاد ، فالعلو والطغيان والاستكبار في الأرض صفات ملازمة للمفسدين والآيات القرآنية واضحة في ذلك ، ومن علامات هذا الغلو والطغيان تطاول المفسدين على الضعفاء وانتهاك كرامتهم وتعدي على حقوقهم .

سيدي الرئيس عليك بهؤلاء المفسدون الفاسدين فهدفهم الوحيد هو العبث بمقدراتنا ، ونشر الفوضى ، وهدم اقتصادنا ، ينثرون بذور الخراب ، يحرصون على نشر الفضائح ، يعززون من السلبيات ، لتشيع ثقافة الغربان ، لتنتشر روح اليأس والإحباط بين صفوف المواطنين وخلق روح التشاؤم حول المستقبل الاقتصادي للبلاد . وفي الأخير سيدي الرئيس تقبلوا مني غاية الاحترام والتقدير المواطن الغيور على وطنه السيد : الغوث ولد بكالي مدون وكاتب .