أثارت تصريحات النائب في الجمعية الوطنية عن حزب "الصواب" المعارض بيرام ولد الداه ولد اعبيد، خلال مقابلة بثتها الإذاعة الموريتانية الرسمية، موجة من ردود الأفعال المتباينة من قبل المتابعين للشأن السياسي في البلد؛ خاصة رواد ونشطاء مواقع شبكة التواصل الاجتماعي.
فقد أشاد عدد من المدونين بتبني زعيم حركة "إيرا" الحقوقية غير المرخصة خطابا أكثر توازنا وأقل استفزازا مما دأب على ترديده في مناسبات عديدة سابقة؛ خاصة تقييمه الإيجابي نسبيا لحصيلة السنة الأولى من حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
واعتبر معظم هؤلاء أن إشادة ولد اعبيد بجو الانفتاح الذي يعيشه البلد منذ تولي ولد الشيخ الغزواني مقاليد السلطة تشكل مؤشرا إضافيا على نهج التهدئة والتصالح الذي عبر عنه النائب المثير للجدل غداة رئاسية يونيو 2019.
في المقابل انتقد بعض المدونين اختيار الإذاعة هذا التوقيت بالذات لاستضافة زعيم "إيرا" العائد مؤخرا من أوروبا في أعقاب رحلة دامت أكثر من شهرين كرس غالبية مرحلته الإعلامية خلالها لمهاجمة موريتانيا ووصف النظام القائم فيها بأنه نوع من نظام الميز العنصري (أبارتايد) الذي كان سائدا في جنوب إفريقيا، ضمن حملة ممنهجة سرية لتشويه صورة موريتانيا خارجيا.
وشارك بعض هؤلاء النشطاء لقطة مصورة يتحدث فيها بيرام خلال تجمع جمعه بعدد من أنصاره قبل ثلاثة أيام في نواكشوط عن لجنة التحقيق البرلمانية بأسلوب يستهدف شريحة معينة من المجتمع الموريتاني يتمها بنهب خيرات البلد.
ومن أبرز ما نقله عنه هؤلاء النشطاء الافتراضيون من تصريحات الرجل قوله مثلا إن اللجنة لا تعنيه ولم يحضر جلسات البرلمان طيلة فترة تشكيلها وعرض تقريرها؛ بحجة أنها "لجنتهم هم، وعزيز عزيزهم هم"؛ مضيفا ان من عملهم بعبارة "هم" يتناقلون على نهب خيرات البلد ويتركون الضعفاء والمهمشين في اغلال الفقر والحرمان، وفق تعبيره..
