ولد عبد القادر يكتب عن ... ظاهرة الهدية للمعينين

-A A +A
ثلاثاء, 2020-08-11 15:49

ظاهرة الهدية للمعينين ظاهرة فاضحة متزايدة ينبغي وضع حد لها وتجريمها عطاء وقبولًا ، فهي رشوة ظاهرة قال صلى الله عليه وسلم : "هدايا العمال غلول" وقال : "من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول " وقال : "أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله فيأتي فيقول هذا لكم وهذه هديه أهديت لي أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته. والله لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة، فلأعرفن أحدا منكم لقي الله يحمل بعيرا له رُغاء أو بقرة لها خُوار أو شاة تَيعَر..." والرشوة عادة تكون غير معلنة ، وهدية المعيَّن هذه ظاهرة على رؤوس الأشهاد بلا حياء ، فهي منكر ظاهر والمنكر الظاهر إذا لم ينكر على فاعله تصيب عقوبتُه الجميع ولا تختص بفاعله كما قال تعالى : (واتقوا فتنة لا تُصِيبَنَّ الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب) ، قيل الفتنة هي المنكر إذا شاع ولَم يغيَّر .

وكيف يرضى المعيَّن أن يفتتح عمله برشوة لا سيما إذا كان من حكومة قامت على أنقاض مقالة بسبب الفساد .

وكيف يرضى المجتمع ذلك له بل كيف يرضاه من عيَّنه ووثق به وائتمنه على مصالح الناس. ولكن لا يمكن التخلص من هذه الظاهرة ولا غيرها من الظواهر السلبية إلا بثقافة تربوية في المؤسسات التربوية في المدارس والمساجد وفِي وسائل الإعلام المختلفة حتى يكون للمرء وازع من دينه ورقيب من ضميره ثم بتطبيق القوانين الصارمة و العقوبات الرادعة ؛ لأن من الناس من يزعه السلطان أكثر من القرآن.

الدكتور سيدي عبد القادر