من مهاجرة رواندية إلى ثرية تملك مصنعا للملابس في اوروبا (صورة)

-A A +A
جمعة, 2020-09-04 16:33

في عام 2010، اتخذت جوسلين أوموتونيواسي قرارا جريئا، فبعد ما كانت تعمل كمحررة أفلام لمدة خمس سنوات قررت أن تسعى لتحقيق حلمها في أن تصبح مصممة أزياء.

ونجحت جوسلين في تصنيع أول مجموعة أزياء لها، وعندما هاجرت من بلدها الإفريقي رواندا، إلى ألمانيا بغرب أوروبا لكي تحصل على منحة في مجال صناعة الأفلام، أخذت معها حقيبتين محشوتين بالفساتين وأغطية الرأس والتنانير.

تقول جوسلين عن ذلك: "كان الشباب الألماني مفتونا بالزي وبمطبوعات الشمع الأفريقية الملونة".

وتمكنت جوسلين من بيع المجموعة بكاملها في غضون ثلاثة أشهر فقط.

وتضيف متحدثة من شركتها في كيغالي: "لم أكن أعرف أن باستطاعتي كسب مبلغ مالي جيد من بيع مجموعتي الخاصة للأزياء".

وقد منحتها هذه التجربة في ألمانيا ثقة كبيرة، كما ساعدتها من الناحية المالية في تغيير مهنتها. وتوقفت جوسلين عن العمل في مجال الأفلام، واشترت ثلاث ماكينات خياطة، وتعاقدت مع اثنين من الخياطين وأسست علامة الأزياء الخاصة بها، والتي تحمل اسم "رواندا كلوسينغ".

والآن وبعد مضي ثماني سنوات، تدير جوسلين مشغلاً يعمل به 37 خياطا بدوام كامل، وتبيع القطع الجاهزة بمبلغ يتراوح بين 50 و120 دولارا. وقد استحوذت الملابس على اهتمام جوسلين نظرًا لأنها ترعرعت في أسرة من الطبقة المتوسطة في العاصمة الرواندية.

وكانت جوسلين تشتري ملابس زهيدة الثمن ومستعملة لا يرغب أحد في ارتدائها، وتقول عن ذلك: "كنت أفصل جميع الأجزاء عن بعضها البعض لكي أعرف كيف جرى تصنيعها".

لكن مع تدفق الكثير من الملابس إلى رواندا قادمة من الصين والهند، رأت جوسلين أن عملها في هذه المهنة سيصبح بلا جدوى.

لذلك، درست صناعة الأفلام، كما درست تقنية المعلومات لكي ترضي والديها. ويمتلك والدها وعمها عددا من الشركات، حيث ألهمها ذلك لافتتاح محل صغير لتجديل الشعر عندما كانت في المدرسة الثانوية.

لكن تجارب والدها وعمها جعلتها تدرك أيضا أن الأمور قد لا تسير كما تهوى. وتقول جوسلين عن ذلك: "أصبت بإحباط شديد في طفولتي عندما اضطر والدي لإغلاق شركة الجزارة التي يملكها، لأن شريكه أخذ كل الأموال وهرب".

كما واجهها تحد آخر يتمثل في جمع الأموال اللازمة لإقامة المشروع، إذ لم ترغب البنوك في منحها قرضا لتمويل الشركة. وتقول عن ذلك: "كانت الأزياء صناعة لا ينظر إليها أحد بجدية في تلك الأيام.

ولم تكن البنوك مقتنعة بقدرتي على تأسيس شركة وأنا امرأة في الرابعة والعشرين من عمري". لكنها التقت المحامي والمستثمر رومان شولز، خلال زيارتها لألمانيا عام 2010.

وكان شولز متحمسًا لعملها وموهبتها كمصممة أزياء، فآمن بها وأصبح في وقت لاحق شريكها التجاري وزوجها. وجمعا معا مدخرات بقيمة 10,000 دولار لإنشاء الشركة، وعينت جوسلين أول موظف في الشركة.

وتعترف جوسلين بارتكابها بعض الأخطاء، مثل ما حدث في أول عرضين للأزياء قامت بتنظيمهما.

تقول جوسلين: "كان ذلك جيدا ومهمًا، لكني لم أكن بحاجة إلى 25 عارضة أزياء، ومنصة عرض، ومشروبات مجانية ودعوة شخصيات مهمة. كان يمكنني تنظيم تلك العروض بطريقة أكثر ذكاءً وأقل تكلفة".

وتقول أليس نكوليكيينكا، مديرة شبكة المهنيين ورجال الأعمال في رواندا: "لدى جوسلين دائما القدرة على ريادة الأعمال والطموح للوصول إلى أعلى الدرجات.

لقد نمت شركتها بشكل كبير، وتوفر فرص عمل آمنة لأكثر من 40 شخصا. لقد أسست جوسلين علامة أزياء تجارية معروفة على مستوى العالم".

وفي عام 2018 تحقق أحد أكبر أحلام جوسلين عندما تلقت دعوة لحضور أسبوع ميلان للأزياء.

وتقول عن ذلك: "كان الوجود هناك يمثل انتصارا كبيرا بالنسبة لي. بدا الأمر وكأن تقديم مجموعة الأزياء الخاصة بي على منصة العرض بمثابة اعتراف بعملي".

وتشير جوسلين إلى أنها ترغب في أن تبيع أزياءها على مستوى العالم عبر متجر إلكتروني، لكن الأمور اللوجستية تجعل ذلك صعبا، وتقول: "لا أتحمل أن يعيد الزبائن مشترياتهم لي" وهو أمر صعب تجنبه في عالم الأزياء.

وتخطط المهاجرة الرواندية السابقة، الآن، لتدشين متجر إلكتروني في أوروبا للمستلزمات المنزلية وإكسسوارات الأزياء مثل المناديل والمخدات والحقائب.

لكنها تضع في اعتبارها عدم نسيان زبائنها الأوائل، وتقول: "عندما تنمو وتتوسع بسرعة كبيرة وتخيب آمال زبائنك الحاليين فأنت بذلك تدمر تجارتك".