بوادر تشكل خارطة سياسية جديدة في موريتانيا

-A A +A
جمعة, 2020-09-25 11:10

(خاص / موريتانيا اليوم ) تشهد الساحة السياسية الموريتانية، حاليا، تحولات غير مسبوقة ظهرت أولى بوادرها مع تولي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد السلطة مطلع شهر أغسطس من العام المنصرم.

من أبرز بوادر هذه التحولات سلسلة الانشقاقات التي تشهدها بعض أحزاب المعارضة المصنفة راديكالية كما وقع في حزب اتحاد قوى التقدم ذي الخلفية اليسارية، وحزب "الصواب" ذي الخلفية القومية البعثية، وكذا بروز صراعات داخل قيادات أحزاب أخرى تعتبر معتدلة وحتى مهادنة مثل حزب التحالف الشعبي التقدمي.

بدأت حالة التصدع داخل ائتلاف أحزاب المعارضة عشية الانتخابات الرئاسية عندما فشلت تلك الأحزاب في اختيار مرشح موحد لمنازلة مرشح الأغلبية المدعوم (علنا) من الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز الذي ظلت ذات المعارضة تناصبه الخصام السياسي بأقصى درجات الراديكالية؛ حيث ترشح رئيس اتحاد قوى التقدم ليدعمه رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية في خطوة رفضها العديد من القياديين في حزب أحمد ولد داداه يتقدمهم نائبه محمد محمود ولد لمات الذي قاد تيارا واسعا نحو معسكر داعمي ولد الشيخ الغزواني.

أما حزب "عادل" فقرر دعم هذا الأخير على حساب مرشحي المعارضة وعلل موقفه بتشرذم هذه الأخيرة وكذا بشمولية البرنامج الانتخابي الذي قدمه مرشح السلطة؛ فيما اختار حزبا "تواصل" و"حاتم" دعم المرشح المستقل سيدي محمد ولد بوبكر، وتبى حزب "الصواب" ترشيح زعيم حركة "إيرا” بيرام ولد اعبيد الذي دخل قبة البرلمان مرشحا عن ذات الحزب.

كان لمبادرة الانفتاح التي دشن بها الرئيس المنتخب ولد الشيخ الغزاني مأموريته الأولى وقعها القوي في حالة التشتت والخمول التي طبعت أداء أحزاب المعارضة بعد انتهاء السباق الرئاسي إذ بات كل حزب يعبر منفردا عن مواقف إيجابية تجاه هذا النهج الجديد على مستوى قمة هرم السلطة، بينما تفاقم الشقاق داخل أحزاب مثل اتحاد قوى التقدم الذي أعلنت قيادات تاريخية فيه تخليها عن رئيس الحزب محمد ولد مولود ودخلت في معركة سياسية مفتوحة ضده وضد المتمسكين به، إلى أن تحولت لمواجهة إعلامية ثم إلى معركة قضائية.

ولم يسلم حزب "تواصل" من عدوى الخلافات حيث برز داخله تياران يدين أحدهما بالولاء لقيادة الحزب الحالية ممثلة في رئيسه محمد محمود ولد سييدي، بينما يدعم الثاني خيارات رئيس الحزب السابق محمد جميل ولد منصور المتمثلة في تبني خطاب أكثر مهادنة وحتى "مغازلة" للسلطة.

آخر حلقات مسلسل الانقسامات داخل أحزاب المعارضة كان إعلان مجموعة معبرة من الشباب انسحابها من حزب "الصواب" وإعلان ترك الباب مواربا أمام كل الخيارات المتاحة، بينما ظهر تيار في حزب التحالف الشعبي التقدمي لا يخفي رغبته في "تجديد" قيادة الحزب من خلال السعي لترشيح رئيس جديد خلال المؤتمر المزمع تنظيمه قريبا ليخلف الرئيس الحالي والزعيم التاريخي للحزب مسعود ولد بلخير.

تطورات من شأنها خلق مناخ سياسي جديد يرى عدد من المحللين والمراقبين للمشهد السياسي المحلي أنه مرشح لان يحمل معه خارطة سياسية مختلفة جذريا عن تلك التي ورثها الرئيس ولد الشيخ الغزواني عن سلفه.