عودة الجدل في موريتانيا حول الموقف من اللغة الفرنسية

-A A +A
سبت, 2020-10-24 17:35

يعتبر الكثير من المثقفين الموريتانيين؛ خاصة من تلقوا تعليمهم باللغة العربية أن استعمال اللغة الفرنسية في الدوائر الرسمية مخالف لنص وروح دستور البلاد الذي نص على أن العربية هي اللغة الرسمية للدولة؛ بينما يرى آخرون أن التنوع الثقافي (اللغوي) الناتج عن التعدد العربي للمجتمع يجعل من الضروري الإبقاء على اللغة الموروثة عن الاستعمار الفرنسي وسيلة للتخاطب بين مختلف المكونات الوطنية العربية والزنجية.

وقد أعادت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة التي اعتبرت مسيئة للإسلام والمسلمين موضوع استخدام الفرنسية في الدوائر الرسمية وحتى الشعبية لواجهة الجدل؛ خاصة في ظل مطالب العديد من النخب الوطنية لإدراج استخدام هذه اللغة ضمن المواد والمنتجات الفرنسية التي يتعين مقاطعتها نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وانتصارا الإسلام بشكل عام.

موجة غضب عارمة في أوساط النخب الفكرية والثقافية في موريتانيا تجددت، ضمن تجليات أخرى، في إقدام العديد من رواد شبكة التواصل الاجتماعي على تغيير لغة أسماء صفحاتهم وحساباتهم إلى الحروف العربية بدل اللاتينية.

أبرز ما ميز هذه الحملة كان دعوة الكاتب الشهير موسى ولد أبنو؛ صاحب المؤلفات العديدة باللغة الفرنسية، جميع مثقفي البلد للتوقف عن الكتابة بالفرنسية؛ معللا اتخاذه نفس القرار؛ ما دفع كثيرين إلى الحذو حذوه.

في المقابل تبنى طيف واسع من رواد الشبكة الافتراضية توجها مغايرا يعتبر اللغة الفرنسية؛ كأي لغة أخرى، وسيلة تخاطب ونشر للأفكار تتيح للمرء الاطلاع على مواقف غيره من الأمم الناطقة بها لما في ذلك تلك التي تسيء بها للإسلام ونبيه الكريم؛ مبرزين أن الأخرين بمن يدعون لمقاطعة اللغة الفرنسية أن يستخدموها للرد على تلك الإصابات وإقناع من يسيرون في فلكها بحجج قوية يفهمونها.