محمد فال ولد بلَّال: "أزمة فرنسا أنها تقاد برئيس نكرة لا رصيد له"

-A A +A
سبت, 2020-10-31 11:32

اعتبر الدبلوماسي والسياسي الموريتاني المخضرم؛ محمد فال ولد بلَّال؛ رئيس اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة، أن ما يحدث اليوم في فرنسا من استهداف صارم للإسلام يعود لعوامل من أبرزها حالة السقوط العامة التي يشهدها هذا البلد ضمن مسار تاريخي طويل من الصعود والهبوط..

وأوضح ولد بلَّال، في مقابلة بثتها قناة "البرلمانية" التلفزيونية ضمن برنامجها بعنوان "السلطة الثانية"، أن تاريخ فرنسا حافل بمحطات اتسمت بمرحلة الإشعاع في عهد نابليون بونابارت، ثم مرحلة السقوط في عهد لويس الثامن عشر ومرحلة شارل العاشر.. الخ..

ثم نهضت مع الإمبراطورية الثانية قبل أن تنهار إلى القاع في عهد سيدان، ونهضة بعد ذلك قبل أن تسقط من جديد قبيل الحرب العالمية الثانية وتخضع الاحتلال النازي وحكومة فيسي.. لكنها نهضت من جديد مع الرئيس الجنرال ديغور...».

وأضاف: "عندما تم انتخاب الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، جمعني نقاش في مجموعة مغلقة مع عدد من وزراء الخارجية السابقين، حيث اعتبر بعضهم أن ما حدث يشكل تحولا إيجابيا مهما ويجسد تجديد الطبقة السياسبة؛ فاعربت لهم عن تقييم مختلف لأنني رأيت أن العكس هو ما وقع بالفعل.. الرئيس الجديد نكرة من الناحية السياسية ولا يملك أي رصيد يؤهله لقيادة دولة مثل فرنسا؛ وتم استبعاد سياسيين وازنين راكموا تجارب غنية ولديهم رصيد هائل من الإسهامات المشهودة في الساحة الفرنسية..

كان ذلك انعكاسا لأزمة معقدة ومزمنة تعاني منها فرنسا..

فرنسا اليوم في أزمة حقيقية، أي كيف يعقل أن نجد فئات واسعة من الفرنسيين الذين ولدوا في فرنسا مثل آبائهم وأجدادهم حتى الجد الرابع، ضحى أجدادهم وآباؤهم من أجل فرنسا وخاضوا الحروب تحت العلم الفرنسي؛ ثم يأتيهم رئيس فرنسا فيقول لهم إنه يتبنى الإساءة لنبيهم ومقدساتهم ويدافع عمن يقوم بذلك؟ أزمة فرنسا أنها لم تستطع، إلى اليوم، أن تحقق الاندماج لجميع الفرنسيين على اختلاف انتماءاتهم وخلفياتهم الثقافية والعرقية والروحية بما يضمن الانسجام والتناغم الضروريين لقيام واستمرار اي أمة".

تصفح أيضا ...