هكذا نعى إسلمو ولد أحمد سالم صديقه محمد حبيب الله (خيه) ولد الطيب

-A A +A
جمعة, 2020-11-27 15:55

إنا لله وإنا إليه راجعون...

صبحني اليوم خبر فاجع، و رزء جلل، فقد نعي إلي صديقي العزيز محمد حبيب الله (خيه) ولد الطيب، فلا حول ولا قوة إلا بالله..

علاقتي بالراحل طويلة و عميقة ، نشأت في محظرة والدي رحمه الله ، و بين الأفنية الفسيحة لمنازل "أهل الحفرة" ، ثم حي "الطليعة" أيام النشأة، و بوادي "كنجفة" و "آكوينينة" و "ليردي" و "الرومد" و في "مدرسة عبدات" .

و في السباحة في "امبلكة مندز" و "موتي" و "النتاره" ، و اللعب في "اركيك السم" و "الدربالة"، و بين "النيودات" ، و بين "شلخ الجرك" و "الطوبة" و "الملكه" ...

كان المرحوم حاضرا في تفاصيل حياتنا كأصدقاء، و كانت منازل "أهل الطيب" نقطة استقطاب لنا في جميع الفصول، فكرم الأسرة و رحابة منازلها و أريحتها ، يجعلها مكاننا المفضل عندما نستطعم أو نستسقي أو نستظل..

مرت الأيام و عظم شأن صديقنا ، و عظمت الأحاديث و السير عن كرمه و مروءته، و أصبح كل أبناء الشمال يلهجون باسمه ، و اتفق الناس على وسمه بالصدق و الأمانة ،و عرفت جالية نواذيبو حنوه و رحابة منزله و كرمه الطافح..

عرفت في المرحوم صفات الرجل القوي الصادق الأمين، الكريم الورع ، كثير إسباغ الوضوء على المكاره ، كثير الخطى إلى المساجد ، و حلو المعاشرة سمح الأخلاق، و قد أحسن علاقته بالله و الناس ، و تعود الكلمة الطيبة و العلاقة الطيبة ، و الرزق الحلال الطيب ..

رحيل (خيه) سيترك شرخا عظيما في الأصدقاء و الأهل ، و يحدث ثلمة كبيرة في كيان أسرة أخوالي (أهل سيدي المختار ولد الأمين ) ، و لكن الينبوع السلسال من الكرم و النبل و قوة الحضور للعشيرة ، سينجب دائما من سيحمل صفات رجال الأسرة، و يستمر في ديدنها في النوال و التميز ..

كلماتي كتبتها من شتات قلبي ، و حبرتها بدموعي ، فقد كدت افقد توازني الفاجعة ، لكن معرفتي بمرض الفقيد و صبره و سيرته الحسنة وطنتني ، لعلمي أن الجنان له مستقر بحول الله ، فقد "وجبت" له لحسن ذكره..

حق للدموع أن تذرف على من فرحت بهم الدنيا حين زينها، واستقبلته الأرض بالبشرى من الرحمن .

أعزي كل أفراد الأسرة الكريمة، و كل الأصدقاء، و رواد المساجد و المشائين في الظلم إليها ، و الذاكرين الله كثيرا و الذاكرات، و كل من عرف حق الأمانة و الصدق ، و حسن خلقه و عمله ..

نسأل الله أن يجعل قبره نزلاً فسيحًا من الجنة يسكنها إلى حين الموعد الأكبر، و يدخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا...

و إنا لله وإنا إليه راجعون