اضطلعت موريتانيا عام 2020بالرئاسة الدورية لمجموعة الساحل (G5)و رغم جائحة كوفيد 19التى أربكت العالم أجمعَ صحيا و اقتصاديا و اجتماعيًا و كان تأثيرها و إرباكها أشد إيلامًا للدول المنتمية لفضاء الساحل فقد تميزت الرئاسة الدورية الموريتانية بمأسسة المأمورية من خلال تكليف لجنة وزارية و خلية فنية برئاسة الجمهورية تعملان بتنسيق تام مع السكرتارية العامة ل G5 بغرض تسهيل إنجاز الأنشطة المبرمجة و تحقيق الأهداف المرسومة.
و هكذا تم فى بداية المأمورية الموريتانية إعداد خطة عمل تتكون من 37 نشاطًا بغرض تحقيق إثني عشر (12) هدفا سوف أحاول فى هذا المكتوب الوجيز تبيان ما أنجز منها حسب المحاور الخمسة التالية:
أولا- الأمن و الدفاع: تم دعم القوة العملياتية المشتركة لدول الساحل تجهيزًا و تكوينا للأفراد كما سجل التعاون الدولي فى المجالين الأمني و العسكري لصالح منطقة الساحل تطورا ملحوظا ؛وتتواصل الأشغال فى ورشات البنى التحتية لمقرات القوة المشتركة بالجبهتين الشرقية و الغربية بالإضافة لمراكز متقدمة على خطوط المواجهة مع الحركات الإرهابية؛
ثانيا- تنمية المناطق الأقل حظًا تنمويًا: عمدت الرئاسة الدورية الموريتانية لدول الساحل إلى عقد قمة "تحالف الساحل Alliance Sahel"فبراير 2020 بنواكشوط و تعهد الشركاء بتعبئة مزيد التمويلات لفائدة تنمية محلية أكثر إنصافا بدول الساحل ؛و هكذ تم فى إطار البرنامج المعروف "بالبرنامج التنموي الاستعجالي Plan de Développement d’Urgene-PDU) الانطلاق الفعلي ل 18مشروعا من أصل 21مشروعا مبرمجا أي ما يقارِب نسبة 89%.
و فى ميدان الإنجازات التنموية خلال المأمورية الموريتانية تمت تعبئة 21مليون دولار من طرف البنك الإفريقي للتنمية موجهة لمكافحة كوفيد كما تمت تعبئة 180دولار من طرف الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (FIDA) لفائدة مشروع "التنمية الاستعجالية بالوسط الريفي-Urgence et développement en milieu Rural"و الذى ستستفيد منه دول الساحل +السنغال.
ثالثًا- تعزيز الحوار بين المكونات المجتمعية: و خلال الرئاسة الموريتانية تم التحضير لانطلاق فكرتين بموريتانيا و سيتم تعميمهما لاحقا بدول الساحل أولهما انطلاق برنامج تربوي و تعبوي بهدف وقاية الشباب من خطر الإرهاب و ثانيهما التئام النسخة الرابعة من مؤتمر تأسيس و تعزيز الثقة بين قوات الأمن و الدفاع و الساكنة المحلية بفضاء مجموعة الساحل الخمسة:
رابعًا- تنشيط الرافعة الدبلوماسية:و قد تم على الخصوص خلال الرئاسة الموريتانية تنفيذ توصيات "قمة *بو*sommet *PAU" و ميلاد "تحالف الساحل"الذي يضم دول G5 Sahel بالإضافة للشركاء الدوليين كما تم التذكير من منصة مجلس الأمن بتاريخ 12يونيو 2020 بضرورة منح القوات المشتركة لدول الساحل مظلة البند السابع و ما يستتبع ذلك من استدامة التمويل و شرعية التدخل.
كما تم فى المجال الدبلوماسي إنجاز تقدم هام فى مجال إقناع الدائنين بضرورة إعادة جدولة و/أو إعفاء الديون المترتبة على دول الساحل.
