ردا على مُوَقِّع بيان المفارقات الفاضحات

-A A +A
سبت, 2021-04-10 00:13
عبد الله ولد سيدي الشيخ

 قرأت الورقة الموقعة باسم الرئيس السابق ؛والتي تحمل في طياتها "نداء استغاثة" منه عبر فيه عن رؤيةٍ هو الوحيد الملزَم بها، كما اطلعت على الخلاف بين المصنفين في كنهها لأن منهم من سماها "خطابا" رغم افتقادها لأصول الخطابة التي تفرض أسسا معروفة في فنياتها وكيفية أداءها. كما أنني لا أرى وجاهة للقول الذي صنفها "بيانا" فبدون مجاملة لن أتحرج من الطعن في هذا التصنيف فالورقة فاقدة كليا لأسس البيان وسحره.

ولعل أقرب التصنيفات للواقع هو التصنيف الذي سماها ب"الرسالة" وهذه الواقعية غير ناتجة طبعا عن احترامها لأصول التراسل ولغته؛ بل بما يمكن أن يُستشف عنها من رسائل غابت عن نصها وحملها المضمون والجوهر. وقد حاولت أن ألخص تلك الرسائل في ستة نقاط أعرض لها بشيئ من التفصيل:

1- الرسالة الأولى هي أن "المرسل" يكتب ولا يقرأ؛ فليس من المنطقي أن يكون ماورد في "لبراوه" صادر عن من حكم البلاد لمدة عقد؛ اللهم إلا إذا كان قد استكتب غيره ولم يراجع بعده؛ وهذا واضح من فحوى الكلام، فمن يقرأ الرسائل ويستطيع تفكيك رموزها؛ ليس بإمكانه أن يقدم على كلام كهذا، ومن الوارد أن يكون قد استكتب غيره فغشه، كما فعل معه في النصح بعدم التعاطي مع المحققين.

2- أما الرسالة الثانية فهي أن "الباعث" يتناقض ولا يخجل، وهذه ليست جديدة فالعائدون من جحيم العشرية يدركون ذلك أكثر، والأمثلة عليه أكثر من أن تحصى، فقد استهل عشريته بشعار القضاء على الفساد؛ وتزعم عصابته في الأخير ، وصرح أكثر من مرة بعدم الترشح لمأمورية ثالثة؛ ودعم مبادراتها.

3- أما ثالثة الأثافي فهي أن "المصدر" يَكذب ولا يستحي، وهذه ليست جديدة عليه أيضا؛ فبين امتلاكه حفارة يتيمة مخصصة للعمل الخيري، وتصريحه بامتلاك أموال ضخمة دون أن يمس مرتباته كرئيس أقرب مفارقة توضح ذلك لمن يفهم.

4- أما رابعة الرسائل فهي أن "المراسل" يذنب ولا يتوب، ففي كل مرة يمنحه القدر فرصة أن يعتذر لشعب جوعه وذله وهجّره؛ نجد سفينته تجنح إلى شواطئ أخرى تبعد كل البعد عن ذلك، ولعل انعدام الرؤية والتخبط اللذان لازما الرجل طوال مسيرته المهنية؛ وسفاه الشيخ لديه كونا غبارا أعمى بصيرته حتى حسب الجون أشقرا.

5- والخامسة أن لعنة التاريخ جرت في ثناياها ل "لمسرب" صفة الشخص الذي يأكل ولا يشبع؛ فعشر سنوات من الرئاسة جاء فيها على الأخصر واليابس لم تكبح جماح الشره لديه، وهاهو اليوم رغم ما يكبله من قضايا فساد يجمح للإستخفاف بعقول طالما جوع بطون أصحابها، متخذا من "رباط" العُكّة الذي يعول على نصيب من الدهن طريقا لذلك، وقد كان الأجدر به أن يتفرغ للدفاع عن نفسه في قضية ربما تنهك ركابه؛ لكن يموت الطبال وأصابعه ترتجف.

6- وفي الرسالة السادسة أدركنا أن "المُبرق" يقول ولا يفعل، وقديما قيل أن من "المقوال ليس بفعال"، ولعل إبرازه لحرصه على الحفاظ على وطن حاول بيع جزء منه في تناقض صارخ مع خلفيته العسكرية أقرب شاهد، وكيف يتوهم الرجل أن الشعب نسي شواهد فساده الماثلة أمامه في كل معلم حتى في تعبيد الطرق في الأحياء التي يمتلك فيها عقارا أو أكثر. خلال السنة الماضية هدد المرسل في إحدى شطحاته أن محاسبته ستكون نوعا من (هدت الحلمة على اشراطة)، وبدأ مسار المحاسبة القضائية ولم "تشرط الحلمة"، وقبل أيام هدد محامي المرسل بأنه سيتكلم، وإن فعل ستهتز موريتانيا.

وبعد أيام تكلم "رمزا" فلم تهتز موريتانيا بل جاء الكلام مهزوزا، وأرجو أن لايكون هذا الحديث هو ما توعد به "اشدو" لأنه حديث ضعيف؛ إن لم يكن موضوعا أومتروكا.

عبد الله سيدي الشيخ