هذه سيدة أولى مختلفة !

-A A +A
خميس, 2021-06-10 09:41

 لم يألف غالبية الموريتانيين من زوجات من تعاقابو على السلطة في البلد منذ الاستقلال لعب الدور التقليدي المتعارف عليه عالميا لمن يتبوأ أزواجهن قمة هرم السلطة لتجد كل منهن نفسها، تلقائيا ومن دون أن تسعى لذلك، سيدة البلاد الأولى طبقا لأعرق الأعراف والتقاليد البروتوكولية في العالم.

كان لمن حملن صفة السيدة الأولى بموجب تولي أزواجهن مقاليد السلطة بدأ بمرحلة تأسيس الجمهورية، مرورا بأنظمة الحكم الاستثنائية وانتهاء بعشرية ما قبل انتخاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني من المعوقات الذاتية والموضوعية ما أبعد بعضهن عن موقعهن البروتوكولي الرسمي (انشغالات واهتمامات خاصة) أو أعاق اضطلاع البعض الآخر بذات الدور بالغ الأهمية (غياب المؤهلات التعليمية الكافية)؛ خاصة في مجال رعاية السياسات والبرامج ذات البعد الاجتماعي القاعدي.

ولئن كان بعض السياسيين والفاعلين المهتمين باروقة مركز القرار في احد بلدان جوار موريتانيا الإفريقي المباشر قد وصف حرم رابع رئيس يحكم ذاك البلد المسلم بأنها "أول سيدة أولى مسلمة تدخل قصر الرئاسة"، بالتأكيد أن الدكتورة مريم فاضل الداه هي أول سيدة أولى تدخل القصر الرئاسي عندنا بمؤهلات علمية وكفاءات مهنية على مستوى مركزها ودورها البروتوكولي الطبيعي.

فعلاوة على كونها تربت في بيت سياسي ودبلوماسي مرموق (كان والدها قياديا في أعرق تيارات النضال السياسي في موريتانيا ثم تقلد حقائب وزارية و تولى تمثيل موريتانيا دبلوماسيا بمرتبة سفير كامل السلطة في بعض العواصم العربية؛ تخرجت بنت الداه بشهادة دكتوراه في الطب مع اختصاص طب الأسنان؛ قبل أن تشارك في مسابقة اكتتاب نظمها الجيش الوطني ونجحت متفوقة لتصبح طبيبة ضابطة؛ في خطوة تنم عن حس وطني رفيع وإيمان راسخ بحجم هذا الواجب الإنساني في أرقى تجلياته.

بعد زواجها من الرئيس الحالي يوم كان ضابطا ساميا في قيادة الأركان العامة للجيش الوطني، قدمت استقالتها من الجيش في خطوة تنم عن حس عال بأهمية الفصل بين علاقة القائد بمرؤوسته وعلاقته كرجل عادي بعقيلته.

أسست الدكتورة مريم جمعية غير حكومية تهتم بمعالجة ومساعدة الأطفال المصابین بالتوحد، وقد حققت نجاحات مشهودة في هذا المجال حظيت باعتراف وتقدير ودعم شركائها من الهيئات والمنظمات الدولية والشركاء العاملين في هذا المجال الإنساني الأساسي.

بعد تقلدها موقع السيدة الأولى بتنصيب زوجها رئيسا منتخبا للجمهورية مطلع شهر أغسطس من العام 2019، واصلت الدكتورة مريم فاضل الداه قيادة نشاط جمعيتها الإنساني لصالح إحدى أكثر فئات المجتمع هشاشة واحتياجا؛ مع تحمل كامل المسؤولية المترتبة على موقعها البروتوكولي الجديد.

وهكذا تألقت سيدة موريتانيا الجديدة من خلال مشاركاتها المشرفة في ندوات ومؤتمرات إقليمية و قارية و دولية نظمتها هيئات ومؤسسات دولية وأممية متخصصة بالشراكة مع زوجات عدد من قادة الدول، كانت آخرها مؤتمر نيامي برئاسة سيدة النيجر الأولى السابقة الدكتورة لالة مليكه إيسوفو.. حيث حظي خطاب بنت الداه، عبر تقنية الاتصال المرئي، محط تركيز واهتمام كافة المشاركات وجاءت التوصيات انعكاسا جليا لأبرز مضامينه؛ علما بأن السيدة الأولى الحالية مختلفة كذلك عن سابقاتها دون استثناء من خلال تحدثها بثلاث لغات عالمية هي، الإنكليزية والفرنسية؛ إلى جانب لغتها العربية الأم.