مساهمة في التحضير للزيارة الرئاسية 

-A A +A
خميس, 2021-07-01 12:20

منذ أن أصبحتُ أعقل الأمور في منتصف تسعينيات القرن الماضي، والناس  يجتمعون زرافات و وحدانا عند الإعلان عن أي زيارة رئاسية أو نشاط سياسي للحزب الحاكم، في هذه الولاية، بغض النظر عن النظام والحزب، وينفقون المال والوقت والجهد من أجل حشد الكثير من البسطاء خوفا وطمعا، ويستعرضون السيارات الفارهة وينصبون الخِيم في مداخل وأطراف المناطق المزورة أو التي يقام فيها نشاط للحزب الحاكم، وفي النهاية تكون نتيجة ذلك الجهد الكبير مشهد كرنفالي بلا معنى؛ وقوده عامة القوم الذين يظهرون كمكمل للوحة متنافرة لا يراد منهم فيها أكثر من تصفيق لموكب عابر وتلويح بأيديهم المتعبة من مغالبة الظروف المعيشية الصعبة، وفي سبيل تلك اللحظة القصيرة المشتهاة يقضون اليوم والليلة والليلتين، وهم يطعمون أجسادهم الكريمة الشمس والغبار والبرد والبعوض وما تعزز به جندُه من حشرات مختلفة الألوان والأحجام.

لقد آن الأوان أن  ندرك أن ما كان يصلح منتصف التسعينات ومطلع الألفية لم يعد يصلح اليوم، ثم إن الرؤساء يختلفون والأنظمة تختلف، فمنهم من يميل إلى الاستعراضية في تحركاته، ومنهم من يركن إلى الهدوء وإضفاء المسحة الأخلاقية على تصرفاته.على الجميع أن  يغيروا من نهجهم ويعدلوا من سلوكهم، فما ضرهم لو أنهم سنوا طرقا جديدة في التفاعل مع الزيارات الرئاسية والنشاطات السياسية، تعتمد مقاربات  تنفع البلاد والحكام والمحكومين، وتقدم حلولا وتصورات للرئيس وحكومته وإدارته، وتعتمد أساليب حضارية تحترم حقوق الناس.دعوني أقترح  في وجه هذه الزيارة الميمونة التي ينوي رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، أن يؤديها لمناطق من ولايتنا السادسة، أن يكون الأمر مختلفا هذه المرة - ونحن الأقدر على تقديم المختلف الحضاري المفيد -  ليكن الاستقبال  منظما وراقيا لا يثير الغبار ولا يُطلب فيه من عامة الناس الحضور والانتظار، ويقتصر على نخب فكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية تستقبل بهدوء وتجتمع بعد ذلك مع الزائر الكبير الهادئ بهدوء، وتوصل له المشاكل التي تعاني منها المنطقة والوطن بأمانة ودون زيادة ولا نقص، ولماذا لا  تلتئم نخبة من الخبراء في المجال الزراعي من أهل الولاية وتدرس الملف الرزاعي مثلا وتعطي حلولا لمشاكله المزمنة، و تصورات مقنعة فيها، واستشرافا لمرحلة الاكتفاء الذاتي في المجال الزراعي التي طال انتظارها رغم توفر أهم عاملين وهما الأرض الخصبة والماء الجاري، وتُقدمُ خلاصات عمل هذه اللجنة كنوع من الضيافة للرئيس و وفده.هذا ما أعتقد أنه يناسب العصر ويرفع القدر ويليق بنا وبزائرنا الكريم، أما تقفي "طريق البقرة" الذي أدمنَّا الهرولة فيه جيئة وذهابا منذ زمن بعيد، فلم يعد من المناسب ترسمه بعد أن تغير كل شيء، وذلك الطريق المكرر المتعرج  هو الأجدر بالتغيير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

النبهاني ولد أمغر