ولد محم يستذكر آخر مهرجان سياسي قبل انقلاب 10 يوليو 

-A A +A
سبت, 2021-07-10 15:44

يصادف اليوم (السبت) الذكرى الـ43 لانقلاب 10 يوليو 1978 الذي أطاح بالرئيس الراحل المختار ول داداه؛ أول رئيس لموريتانيا منذ الاستقلال؛ حيث أعلن قادة "اللجنة العسكرية للإنقاذ لوطني" التي تشكلت بالمناسبة لتحكم البلاد؛ برئاسة قائد أركان القوات المسلحة يومها، المقدم الراحل المصطفى ولد محمد السالك، عن وقف الحرب في الصحراء، وتصحيح الوضع الاقتصادي و ارساء التعددية الديمقراطية كاهداف بررت تحركهم.

وقد نشر الوزير السابق سيدي محمد ولد محم في صفحته على موقع "فيسبوك" تدوينة ضمنها ذكرياته حول اليوم الذي سبق وقوع أول انقلاب عسكري في تاريخ البلد؛ جاء فيها:

"في ذكرى العاشر يوليو 1978، 

كنا خلال شهري مايو ويونيو منشغلين بالإضافة إلى واجباتنا الدراسية بتنظيم أنشطة سياسية بالمدارس والتعبئة لمسيرة مؤيدة لقرار المرحوم الرئيس المختار ولد داداه تطبيق الشريعة الإسلامية بالبلاد، وقد كانت توجيهات أخينا محمد الامين ولد عبد الرحمن الشيخ أطال الله عمره وتشجيعاته وقتها أكبر دافع ومحفز، وكانت الأنشطة باهتة برغم ما أسبغنا عليها من أهمية، والمسيرة التي كان أولها بباب القصر الرئاسي القديم وآخرها يصل بالكاد إلى إقامة النواب كانت أكثر تواضعا بمعايير الحشد اليوم.

ولأن عددا من أفراد قيادتنا السياسية وقتها كانوا صحفيين من الإذاعة (محمد الامين، الحسن ولد مولاي علي، محمد الحبيب ولد أحمد) وكانوا منشغلين بالمسيرة تنظيما أكثر من اهتمامهم بتغطيتها، فقد كان انتباهنا مشدودا إلى سيارة النقل الحي للإذاعة، والتي ترجّل عنها الجميع، ولم يبق على متنها سوى العميد انغَايدي الحسن والذي تولى النقل الحي والتعليق بالفرنسية والبولارية مع محاولة جادة لواحدٍ من أبناء زوايا جَوَلْ يُصر كل الإصرار على التحدث بالعربية مهما كلفه الأمر.

وفي اليوم التاسع من يوليو كان كل عملنا منصبا على الحشد في المدارس والمساجد لمحاضرة عن أبعاد قرار تطبيق الشريعة ودلالاته يلقيها وزير الدولة للتوجيه السياسي وعضو المكتب السياسي لحزب الشعب الموريتاني وقتها الشيخ عبد الله ولد بيّه بدار الشباب مساء التاسع، والتي شكلت بالفعل آخر نشاط حكومي لنظام الرئيس المختار ولد داداه.

غادرنا دار الشباب القديمة في وقت متأخر من الليل فخورين بالمحاضرة والمحاضر، والزهو يعلو الوجوه بما أنجزنا من حشد وعمل، وفي الصباح الباكر كانت عبارة جديدة تدخل إلى قاموسنا السياسي الغضِّ لأول مرة هي "البيان رقم 1".