حين سئل الوزير الناطق باسم الحكومة المختار ولد داهي، مؤخرا، عن المعلومات المتوفرة لدى الحكومة حول مصير اثنين من المواطنين الموريتانيين تم اختطافهما داخل أراضي جمهورية مالي، أجاب بأن الدولة تتابع الموضوع على أعلى المستويات وتعمل منذ اللحظة الأولى لعملية الاختطاف على تأمين عودة المواطنين المعنيين سالمين إلى أرض الوطن وفي أقرب الآجال؛ مؤكدا أن ذلك يتم وفق استراتيجية قد يكون نجاحها مرتبطا بعدم الكشف عن التفاصيل قبل اكتمالها.
و فور وقوع الهجوم على الورشة التابعة لشركة ATTM الموريتانية الأشغال العامة والصيانة داخل الأراضي المالية واختطاف عاملين موريتانيين و ثلاثة صينيين؛ بادر رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بالاتصال مباشرة برئيس المجلس الانتقالي في هذا البلد المجاور وأبلغه ضرورة العمل والتنسيق لضمان سلامة العاملين الموريتانيين وتأمين عودتهما في أسرع وقت إلى موريتانيا.
في ظرف زمني قياسي استعاد المواطنان الموريتانيان حريتهما وعادا سالمين، في أعقاب عمل إتسم بالهدوء والحزم والفعالية.. من غير دعاية ولا تطبيل ولا ضجيج؛ ولم تكن سرعة تحقيق هذا الإنجاز العظيم بالفعل الميزة الوحيدة التي طبعت مسار الإفراج عن المخطوفين الموريتانيين؛ بل اتسمت بخصوصية لا تقل أهمية وهي عدم تبني أي من التنظيمات المسلحة المتطرفة في مالي و شبه المنطقة عملية الاختطاف؛ خلافا لجميع الهجمات وعمليات خطف الرهائن السابقة؛ ما يعني عدم جرأة تلك التنظيمات على أي خطوة من شأنها استفزاز الجيش الموريتاني الذي خبرته جيدا أيام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني نفسه قائدا عاما لأركانه.
أحمدو ولد إسلمو
