قرار أممي بحظر استخدام البنزين المتضمن جزيئات من الرصاص

-A A +A
ثلاثاء, 2021-08-31 16:09

أعلن برنامج الأمم المتحدة للبيئة انتهاء استخدام وقود السيارات المحتوي على الرصاص في جميع أنحاء العالم، ما يعد إنجازا تاريخيا يساهم في منع أكثر من 1,2 مليون حالة وفاة مبكرة وتوفير أكثر من 2,4 تريليون دولار سنويا لصالح الاقتصاد العالمي.

وقال البرنامج إنه بعد نحو قرن من أول تحذير للأطباء بشأن استخدام رباعي إيثيل الرصاص كمادة مضافة للبنزين لتحسين أداء المحركات، استنفدت الجزائر، آخر دولة تستخدم هذا الوقود، إمداداتها منه في يوليوز الماضي، واصفة ذلك بالانتصار التاريخي في الكفاح من أجل هواء أنظف.وقالت إنغر أندرسن المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، “إن التطبيق الناجح للحظر المفروض على البنزين المحتوي على الرصاص يمثل علامة فارقة في الصحة العالمية وبيئتنا”.

وإلى غاية ما قبل عقدين من الآن، كانت أكثر من 100 دولة حول العالم لا تزال تستخدم الوقود المحتوي على الرصاص، على الرغم من الدراسات التي تربطه بالوفيات المبكرة والأمراض وتلوث التربة والهواء.

وأثيرت المخاوف الجدية حوله عام 1924 بعد أن احتاج عشرات العمال في مصفاة تديرها شركة “ستاندرد أويل” الأمريكية العملاقة للدخول الى المستشفيات لتلقي العلاج نتيجة إصابتهم بتشنجات أدت إلى وفاة خمسة منهم.

ومع ذلك كان البنزين كان البنزين المنتج حول العالم بأكمله يحتوي تقريبا على الرصاص، خلال سبعينيات القرن الماضي.

وعندما بدأ برنامج الأمم المتحدة للبيئة عام 2002 حملته للقضاء على الرصاص المستخدم في البنزين، كانت العديد من الدول الكبرى قد توقفت بالفعل عن استخدامه بما في ذلك الولايات المتحدة والصين والهند، لكن في الدول ذات الدخل المنخفض ظل الوضع مترديا.

في عام 2016 بعد أن توقفت كوريا الشمالية وبورما وأفغانستان عن بيع البنزين المحتوي على الرصاص ، لم يتبق سوى حفنة من الدول توفر هذا الوقود في محطاتها، منها الجزائر التي التحقت أخيرا بالعراق واليمن في إنهاء اعتمادها على هذا الوقود الملوث.

وقال برنامج الأمم المتحدة للبيئة في بيان إن “حظر استخدام البنزين المحتوي على الرصاص يمنع أكثر من 1,2 مليون حالة وفاة مبكرة سنويا ، ويزيد من نقاط حاصل الذكاء بين الأطفال، ويوفر 2,45 تريليون دولار أمريكي للاقتصاد العالمي، ويقلل من معدلات ارتكاب الجريمة”.

وأشارت الوكالة الأممية إلى أن هذه الأرقام هي ما توصلت إليه دراسة لعدد من العلماء أجريت عام 2010 في جامعة نورثريدج في كاليوفرنيا.

وشددت الوكالة على الحاجة إلى خفض استخدام الوقود الأحفوري بشكل عام لمكافحة التغير المناخي وآثاره المدمرة.

وأشادت منظمة غرينبيس بهذه الأنباء ووصفتها بأنها “احتفال بنهاية حقبة سامة”.

وقالت ثانديلي تشينيافانو الناشطة في مجال المناخ والطاقة في المنظمة، “هذا يظهر بوضوح أنه إذا تمكنا من التخلص التدريجي من ـحد أخطر أنواع الوقود الملوثة في القرن العشرين، يمكننا حتما التخلص التدريجي من بقية أنواع الوقود الأحفوري”.

وأضافت: “يتعين على الحكومات الإفريقية ألا تقدم المزيد من الأعذار بشأن صناعة الوقود الأحفوري”.

وتشير تقديرات إلى أن مبيعات السيارات ستشهد نموا كبيرا على مستوى العالم، لا سيما في الأسواق الناشئة.

وأضاف بيان برنامج الأمم المتحدة “يعد قطاع النقل مسؤولا عما يقرب من ربع الاحتباس الحراري العالمي المرتبط بالطاقة. ومن المقرر أن ترتفع انبعاثات الغازات إلى الثلث بحلول عام 2050”.