عودة المؤتمرات الإفريقية الحضورية ... هل ستكون محدودة أم مستمرة ؟

-A A +A
أربعاء, 2021-10-27 18:24
المستشار الدبلوماسي : محمد محفوظ العبادي

منذ مايزيد على عام والدبلوماسية الإفريقية مُجبرة بسبب الوباء على عقد القمم والمؤتمرات عبر منصات الإنترنت.

فكل القاعات بمقر الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا ظلت طوال هذه المدة خاوية على عروشها إلا من وجود موظفين محدودين أو من عمال الصحة أو أعمال الصيانة والنظافة، وذلك لأن الوباء فرض على العالم التباعد الجسدي ليصبح التواصل عبر الشاشات فقط بواسطة تقنيات زوم المبتكرة.

ومع أن الاجتماعات عبر هذه التقنية تُوفر الكثير من الجهد والوقت حيث لا يتطلب انعقادها كلَّ تلك الشكليات لبرتوكولية والتحضيرات المضنية كما في حالة الاجتماعات الحضورية، إلا أنها تبقى مُمِلَّةً ولا تُضفي على الاجتماعات طابع الرَّصانة والجدية المعهودين في المؤتمرات الدبلوماسية التقليدية.

فضلا عما تُضيِّع من فرص اقتصادية على البلدان المُستضيفة وعما تُفوِّته من لقاءات ومشاورات بين الوفود المشاركة على هامش المؤتمرات وفي الكواليس وأثناء أوقات الاستراحة.

لذلك تمت مع أول سانحة سمح بها انحسار الوباء بقارتنا السمراء الموافقة على عقد اجتماع المكتب التنفيذي المكوَّن من وزراء الخارجية الأفارقة في دورته التاسعة والثلاثين حضوريا بمقر الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا يومي 14 و15 من شهر اكتوبر الجاري.

وقد عزز قرارَ العودة إلى عقد المؤتمرات بشكلها الطبيعي انعقاد الاجتماع الوزاري المشترك بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي في طبعته الثانية بكيغالي برواندا يومي 25 و26 من نفس الشهر.

لن أخوض هنا في ما تم تداوله من مواضيع في هذه الاجتماعات تهُمُّ في مجملها مواجهة تحديات إفريقيا، وتوضيحَ طبيعة وأهداف التفاعلات مع مختلف شركاء القارة خاصة شركاءها الأوربيين، إنما أريد أن أشير إلى أن هذه الديناميكية الجديدة ربما تكون مؤشرا على عودة العمل لطبيعته بالاتحاد الإفريقي خصوصا أنه أثناء التحضير لاجتماع المكتب التنفيذي بأديس أبابا لم تُسجل أية إصابة بفيروس كورونا بأي من المشاركين أوالمساهمين في التحضير للمؤتمر المذكور الذين خضعوا جميعهم لفحوص دقيقة ومتكررة للكشف عن الفيروس.

بقي أن أنوه بأن هذان المؤتمران شهدا حضورا موريتانيا قويا ليس على مستوى المشاركة الناجحة والتمثيل الرسمي فحسب ممثلا في معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين بالخارج اسماعيل ولد الشيخ أحمد وأصحاب السعادة السفراء: سعادة السفيرة خديجة بنت امبارك فال وسعادة السفير عبد الله اباه الناج كبد والطاقم الدبلوماسي بأديس أبابا.

ولكن أيضا شهدا حضورا لافتا لشخصيات وطنية تصنف ضمن الصف الأول من موظفي الاتحاد الإفريقي كان لها دورا بارزا في الترتيب بنجاح لإعداد وإدارة مثل هذه المؤتمرات الإفريقية يتعلق الأمر بكل من:

مدير ديوان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي: لبروفسيروالأكاديمي محمد الحسن ولد لبات

والأمين العام للاتحاد الإفريقي بالنيابة: السيد نوحو تام

ولبروفسير مدير مختبر الاتحاد الإفريقي الذي يُشرف على كافة فحوص الكشف عن الوباء السريعة منها والعادية الدكتور: محمد يحي جوب.

هذا الحضور العظيم نأمل أن يتعزز ويتكرر في كافة المنظمات الدولية المشابهة نظرا لما له من أهمية في التعريف بالبلد والتحسين من سمعته.

المستشار الدبلوماسي : محمد محفوظ العبادي