مستشار وزير النقل يشيد بنتائج زيارة رئيس الأكاديمية العربية للتكنولوجيا (صور)

-A A +A
أربعاء, 2021-11-17 20:11

في جو الانفتاح ورسم الاستراتيجيات الهادفة لتطوير وتنمية اقتصاد البلاد والاستفادة من خبرات اهل الاختصاص،  فقد حل بالبلاد خلال الايام الماضية  ضيفا مميزا نظرا لمكانته العلمية والوظيفية  هو الدكتور اسماعيل عبد الغفار رئيس الأكادمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري والذي يعتبر من الشخصيات العربية والعالمية المرموقة التي لعبت وتلعب دورا بالغ الأهمية بالعمل علي عصرنة استفادة الدول العربية من خيراتها وثرواتها عن طريق استحداث برامج ذكية في تسيير عملية التبادل التجاري في الموانئ حيث يكون بإمكان الدولة احتكار جميع المعلومات الخاصة بنشاطها  تكريسا لمبدإ السيادة واستغلالا للتطور التكنلوجي  الذي شهده العالم.

وكان برفقة رئيس الاكادمية الدكتور مصطفي رشيد نائب الرئيس مكلفا بالشؤون العربية.فقد تميزت هذه المنظمة-والتي هي احدي الهيئات التابعة للجامعة العربية- بجودة تكوين جيل عربي متخصص بامتياز في جميع الاختصاصات المطلوبة عالميا طيلة مسيرة مكللة بالنجاح تمتد منذ خمسين سنة.ورغم ان هذه الزيارة تعتبر الأولي لمسؤول بهذ الحجم للبلاد  فقد كان تعامل جميع القطاعات ممثلة في معالي الوزراء الذين تمت مقابلتهم توحي بمدي ادراك اهمية العمل المشترك والاستفادة من هذ الصرح العلمي  المتميز. 

فقد كان لي الشرف ان أكون ضمن الوفد الذي رافق البعثة نظرا لطبيعة وظيفتي كمستسار وزير التجهيز والنقل مكلفا بالشؤون المينائية والنهرية، وكنت شاهدا وفخورا بفحوي اللقاءات التي تمت علي التوالي مع معالي وزير التجهيز والنقل الذي ابدي كامل الاستعداد بل والإصرار علي التسريع بالدخول في المفاوضات وتشكيل لجان متخصصة لتفعيل ومباشرة العمل الميداني.

كان اللقاء الثاني  مع المدير العام لميناء الصداقة الذي استمع بكل اهتمام للعرض الذي قدمه رئيس الأكادمية وكانت كلمته الجوابية تتمثل في إعطاء الأوامر للمدراء المعنيين في الميناء بالبدء في اعداد دراسة فنية تتضمن جميع الامور التي يمكن للميناء ان يتعاون فيها مع الأكادمية وهو ما لقي استحسانا من الضيوف لإدراكهم  بمدي اهمية النهوض بقطاع النقل البحري في بلادنا نظرا للموقع الاستراتيجي للميناء و لما تتمتع به شواطؤنا من خيرات يمكن استغلالها.

كانت المحطة الموالية من اهم المحطات التي سيكون بالتأكيد لها مابعدها فقد تم استدعاء الوفد لمقابلة فخامة رئيس الجمهورية ورغم ان اللقاء كان بحضور معالي وزير التجهيز والنقل الا انني لمست من خلال حديثي مع رئيس الأكادمية مدي الاعتزاز والاريتاح لمضمون اللقاء كما لاحظت  استعماله المتكرر لعبارة الإرادة -ولله الحمد -  موجودة وبقوة، وعلينا ان  نكثف العمل من اجل تجسيدها علي ارض الواقع .

المحطة الموالية كانت مع معالي الوزير الأول وكانت ايضا بحضور معالي وزير التجهيز والنقل  وكانت تصب في نفس الاتجاه الذي يوحي باستعداد الدولة للشراكة والتعاون والاستفادة من خبرة الأكادمية في جميع التخصصات، فتكوين معاليه وسعيه لخدمة الوطن وتسيخر جميع الوسائل المتاحة لذلك هو ما طبع اللقاء . 

وتواصل بنفس الحفاوة والاهتمام برنامج اللقاءات صبيحة اليوم الثاني والأخير للزيارة فقد كنا في ضيافة معالي وزير التحول الرقمي والإبتكار وعصرنة الإدارة الذي عبر عن دهشته واعجابة بالدور البالغ الأهمية الذي تلعبه الأكادمية خصوصا في مجال الرقمنة،  وعبر ان سعادته بتوقيت الزيارة التي جاءت بعد استحداث الدولة لوزارة خاصة بالرقمنة وهو  ماسيكون له الأثر الإيجابي علي الأداء المتوقع والمرجو من نشأتها.

ونظرا لادراج المجال الطبي للتخصصات التي تعمل الأكاديمية  علي تطويرها منذ سنتين والذي بدأته بتشييد مستشفي متعدد الاختصاص في مدينة  العلمين  وفتح كلية للطب وبناء مدينة متكاملة تضم اكبر برج في القارة الافريقية،  فقد  كانت زيارة  كلية الطب المحطة الموالية من اجل الوقوف علي العمل الجبار الذي تقوم به من تكوين وتأطير الطلاب الموريتانيين في هذ المجال ، وقد كانت التجربة التي تمتد منذ خمسة عشر سنة محور الحديث الذي جري بين  نائب رئيس الجامعة وعميد الكلية مع رئيس الأكادمية الذي عبر عن إعجابه وتثمينه لهذه التجربة الغنية والاستعداد لمد يد العون في كافة المجالات.

وبما ان مجالات الاقتصاد مترابطة فان دور وزارة الصيد والاقتصاد البحري يعتبر من الأولويات التي تهتم بها الأكادمية فقد كان معالي وزير الصيد والاقتصاد في انتظار الضيوف بشغف وهو ما ترجمه مضمون ماصرح به بعد الكلمة الترحيبية فقد التزم ان التعاون سيتم بكل تأكيد وان الحاجة اليه اصبحت ملحة اكثر من اي وقت مضي.

ومن البديهي ان الاكادمية تنتهج عملية تدريس وتكوين الطلاب في عديد الاختصاصات وتتعاون مع كثير الجامعات في انحاء متعددة من العالم وحتي انها تضم بعض الطلاب الموريتانيين الذين تجاوزا- بكل فخر- الامتحانات التي هي شرط لولوج الأكادمية فكان لابد من لقاء مع معالي وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي التي كانت هي الاخري علي المستوي الذي يليق بالحدث وقد اسهبت في الاستفسار عن دور الأكادمية ومايمكن ان تقدمه من تكوين الطلاب الموريتانيين  في شتي المجالات والخطوات الامثل التي يجب ان تنتهجها الوزارة لتذليل جميع ما يمكن ان يكون عقبة في وجه تعاون بناء مثمر بين قطاعها والاكادمية.

وقد كان العامل المشترك الذي لاحظته خلال هذه الزيارة هو الاستعداد و الاهتمام بالدور المحوري الذي تقوم به الأكادمية وضرورة الإسراع  للإستفادة من تجربتها.

قد يتبادر للقارئ اني بالغت في سرد مايمكن تلخيصه في اسطر قليلة لكني تعمدت ان اذكر الأحداث بالتفاصيل المملة لهدفين أساسيين: اولهما إبراز الإرادة الصادقة والرؤية الثاقبة التي يتحلي بها فخامة رئيس الجمهورية والتي يسخرها لخدمة وطنه وتطوير عصرنة استغلال خيراته بأحدث الوسائل، كل ذلك بعيدا عن المزايدات والحملات الاعلامية. 

والسبب الثاني لأبراز مدي المسؤلية  والتعاون والاريحية التي طبعت جميع هذه اللقاءات والتي لاشك انها سيكون لها الأثر الإيجابي علي مستقبل التعاون مع كل الهيئات التي أصبح التعامل معها يفرض نفسه علي كل من يطمح الي تبوء مكانة مرموقة في مصاف الدول المتقدمة.

يحيي ولد اسماعيل ولد باهداه المستشار الفني لوزير التجهيز والنقل المكلف بالشؤون المنائية والنهرية والسكك الحديدية.