ما الذي يحدث في انواذيبو بالتحديد؟ آيات إلهية في حق النبي صلى الله عليه وسلم، فظهور السمكة الكبيرة المكتوب عليها اسم محمد صلى الله عليه وسلم ـ حسب ما صورته ونشرته الصُحف المحلية والمواقع الاعلامية، أمر عجيب.
لكن هذا السمك يطرح مجموعة من التساؤلات نطرحها على المجالس الشرعية والسلطات الدينية والفقهاء خاصة وأن القرآن حوى كل شيء ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) ومنها: ما الذي يًشكله هذا الظهور في هذا الوقت بالتحديد؟ ولما تظهر هذه السمكة العجيبة في انواذيبو ولم تظهر في ولاية أخرى؟ وهل هو شكر لأهل انواذيبو الذين دافعوا عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وما الدروس المستفادة ؟ وما حكم استعمال هذا النوع من الأسماك ؟ هل تؤكل أم تباع أم تُرجع مرة أخرى إلى البحر ؟
لكن لفهم الظاهرة أكثر نرجع إلى التراث الاسلامي :
وفي التراث وكتب السِّيَّرْ لم يَرد في تفسير هذه الظاهرة ـ حسب ما وقفت عليه ـ إلا قصة سُردت في كتاب الشِّفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض عند قوله " وذكر الأخباريون أن ببلاد الهند وَردا أَحمر مكتوبا عليه بالأبيض لا إله إلا الله محمد رسول الله "
قال في الحاشية "وقال الشيخ عبد الله اليافعي في كتابه المسمى بروض الرياحين قال بعض الشيوخ دخلت بلاد الهند فدخلت مدينة رأيت فيها شجرة تحمل ثمرا يشبه اللوز له قشران، فإذا كسر خرج منه ورقة خضراء مطوية مكتوب فيها بالحمرة (لا إله إلا الله) كتابة جلية وهم يتبركون بها ويستسقون بها إذا منعوا من الغيث، فحدثت بهذا أبا يعقوب الصياد، فقال لى ما أستعظم هذا كنت أصطاد على نهر الأبلة، فاصطدت سمكة مكتوب على جنبها الأيمن (لا إله إلا الله) وعلى جنبها الأيسر (محمد رسول الله) فلما رأيتها قذفتها في الماء احتراما لما عليها "( المصدر الشفا بتعريف حقوق المصطفى مذيلا بالحاشية المسماة مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء
المؤلف : العلامة القاضي أبو الفضل عياض اليحصبي م 544 هـ
الحاشية : العلامة أحمد بن محمد بن محمد الشمنى م 873 هـ)
لكن يُمكن للباحث هنا أن إبراز مجموعة دروس مستفادة من السمكة العجيبة :
أولا: أن هذا ابراز لمعجزة النبي صلى الله عليه وسلم وأن الله كافيه المستهزئين كما قال تعالى ( إنا كفيناك المستهزئين ).يقول الشيخ آب ول اخطور في تفسيره العظيم أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن" قوله تعالى: إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ، بَين تعالى في هذه الآية الكريمة أنه كفى نبيه صلى الله عليه وسلم المستهزئين الذين كانوا يستهزؤون به وهم قوم من قريش، وذكر في مواضع أُخر أنه كفاه غيرهم؛ كقوله في أهل الكتاب: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ الآية [2/137]، وقوله: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ...الآية[39/36]، إلى غير ذلك من الآيات.
ثانيا: قد يًصيب الله الناس في غذائهم وفي أخص خصوصياتهم ، كما فجع الغربيين في الاقتصاد وفي الأزمة المالية .
وعَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ), رواه البخاري.
على أهل انواذيبو وعلى أهل موريتانيا والمسلمين جميعا أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يعودوا لرشدهم وإلى تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم وعليهم أن يَفرحوا بأنهم من هذه الأمة العظيمة .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
