(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )) صدق الله العظيم
علمنا ببالغ الحزن والأسف برحيل الوالد أحمد ولد محمد صالح وهو لعمري خطب جليل ورزء عظيم أصاب الأمة الموريتانية بأكملها، لكن وقعه كان أشد على من عاصروا المرحوم وعرفوه عن قرب ولمسوا ما كان يتحلى به من الصفات الجليلة والأخلاق الفضيلة، وشاهدوا ما حققه من حضور وإنجاز، حيث كان الرجلَ الأهم بعد الرئيس المختار ولد داداه رحمة الله عليه وتولى أسمى المناصب، ونال أعلى الرتب، فلم يمنعه ذلك من حفظ الود والتحلي بالأخلاق التليدة التي لا تتأثر بالمنصب، وأدركوا ما تميز به جيل المرحوم من سلامة الأنفس والنظافة المالية، والترفع عن سفاسف الأمور، وهذه لعمري خلالٌ شهد له الجميع بها، كما شهدوا له بالاستقامة، والإقبال على الله، والمواظبة على المساجد ( ومن شهد له اثنان وجبت له الجنة).
إن رحيل الوالد المرحوم أحمد ولد محمد صالح ليس رحيل شخص وإنما هو رحيل جيل مثله المرحوم أحسن تمثيل، وكان خيرة رجالاته، ورائد إنجازاته، فحق أن ينشد فيه قول الشاعر:
وما كان قيس هلكه هلك واحد ** ولكنه بنيان قوم تهدما
ولكنها سنة الحياة
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب ** متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب
و إذا كان الفقهاء قد قرروا أن الميت يعزى فيه كل من يتأثر لفقده، من قريب أو بعيد، فإن علاقتنا بالمرحوم كانت علاقة أخوة وطيده، ومحبة تليدة، بدءا بالوالد المصطف ولد اعل سالم رحمة الله عليه، ثم الأخ الأكبر السالك ولد اعل سالم رحمة الله عليه، وأنا شخصيا تعرفت عليه عن قرب فكان نعم الوالد والأخ الكريم، وقد تعززت هذه العلاقة كثيرا والفضل في كل ذلك يرجع للمرحوم الذي ظل يشد أزرنا ويقف إلى جانبنا في كل الأوقات.
وإننا إذ نعم الشعب الموريتاني بالتعزية والمواسات لنخص بهما أبناء المرحوم وبناته وكافة ذويه ونسأل الله تعالى له الرحمة والغفران والفوز بأعلى الجنان، كما نرجو الله تبارك وتعالى أن يبقي الخير تالدا في هذه الأسرة إلى يوم الدين، والله حسبنا ونعم الوكيل، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عن الأسرة : القاضي / عبد الله ولد اعل سالم
