نداء للدفاع عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم / سـيدي عالي الطيـب نافع

-A A +A
ثلاثاء, 2015-01-20 13:28

منذ سنين عديدة تطالعنا من حين لآخر صحف غربية متعطشة لجني الأرباح ، أو بحثا عن الشهرة ، برسوم مسيئة لنبينا الكريم ولأمتنا المسلمة ، وكانت الردود على هذه الإساءات متباينة ، فكانت أحيانا المقاطعة الاقتصادية لمنتجات البلد الذي تصدر فيه الجريدة ،

وأحيانا اعتداءات متفاوتة الأضرار ، وآخرها ما وقع في الأسابيع الماضية في باريس .

وأمام هذه الهجمات المتتالية على ديننا ونبينا صلى الله عليه وسلم ، وعلينا نحن ، فإنني أرى أن الرد المناسب لا يكفي  أن يكون عاطفيا فحسب ، يلمع لحظة كالبرق ، ويختفي طويلا في انتظار رسوم أخرى لا نعرف متى تظهر ، ولا في أي نقطة من العالم ، في حين أن هذه الرسوم المسيئة والمشينة بقيت عالقة في أذهان البشرية قاطبة لأن الجرائد نقلتها إلى كل مكان ، بل وإن الرد على هذه الهجمات يجب أن يكون عقلانيا ومناسبا وسلميا ، وبالوسائل المتاحة.

كيف ؟

أولا: إنه من المعلوم أن الأمة الإسلامية لديها كم هائل من الرسامين الكاركاتوريين والصحافيين اللامعين البارعين .

فلماذا نغيب السلاح المناسب في هذا الصراع ونستعمل سلاحا آخر قد لا يأتي بالنتيجة المتوخاة ؟  وقد لا يناسب الفهم الحضاري المعاصر؟

ثانيا : يجب على علماء الأمة أن يرفعوا الحظر عن رسم صورة النبي صلى الله عليه وسلم بفتوى جماعية ، وإجماعية إن أمكن ذلك .

وذلك من خلال مؤتمر عالمي إسلامي تدعو إليه هيئة من بلادنا المعروفة بالسبق في القضايا الخيرية والسلمية ، وهذه الصورة المنتهية الجمال موجودة عندنا بالكلمات في كتب عديدة ، ولاشك أن شريعتنا الغير جامدة والصالحة لكل زمان ومكان ، سوف تجد من يعيد قراءتها قراءة متبصرة ومناسبة لزماننا كما وقع في حالات مستجدة في عصرنا هذا ، وينبغي أن تسمح هذه الفتوى للرسامين المسلمين برسم صورة النبي الكريم الجميل .

ولماذا نترك أذهان شبيبتنا وأذهان شبيبة العالم وشيوخه فارغة يملأها الآخرون بالصور العبثية المسيئة والمشينة والكاذبة ؟

لا أرى أن ديننا يسمح بذلك .

وعندما تصدر هذه الصورة الجميلة وتبثها الجرائد بملايين الأعداد وتنقلها إلى كافة أصقاع العالم نكون نحن المسلمين قد ملأنا الفراغ الذي ملأته الصور الكاذبة من ذي قبل ، ونكون دافعنا عن نبينا صلى الله عليه وسلم دفاعا ســلميـــــامجديا ملتزمين في ذلك بحقنا في حرية التعبير.

هذا رأي أقدمه للجميع فإن صادف رأي الفقهاء فذلك فضل من الله ، وإن لم يوافقوا عليه فإنا لله وإنا إليه راجعون ، مع أني مستعد لتبيين وتوضيح خلفيات الأفكار الواردة فيه مع عدم التعصب .

ســــــيدي عــــــالي الطــــيـب نــــافـــــع

مـــوريتــــانيـــا

هاتف: 22250920