هذا العالم الذي لم يهتز لمقتل مئات الآلاف

خميس, 2015-01-29 00:38
مهدي الشريف الادريسي

انزعج العرب والمسلمون .. وضجت منابرهم . من الارهاب الذي طال فرنسا وقتل 12 صحفيا لاذنب لهم الا انهم في صحيفتهم يشتمون الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ..

الجميع لستهجنوا الارهاب .. وأبدوا ألمهم واستياءهم لما حل باثنى عشر فرنسيا لقوا حتفهم ... انه ارهاب بغيظ .. اهتز له العالم .. وكيف لايهتز . وقد لامس الارهاب مشاعره الرقيقه ..هذا العالم الذي لم يهتز لمقتل مئات الآلاف من مسلمي افغانستان .. هذا العالم الذي لم تهتز مشاعره لمقتل اكثر من مليون عراقي . وتشريد اولادهم ونساءهم في اقاصي الارض ..

بعد ان تمزق وطنهم .. وتمزق شعبهم .. هذا العالم الذي لم يهتز للنساء العربيات اللواتي تنتهك اعراضهن .. ويبعن في الاسواق .. هذا العالم الذي لم تتحرك له شعرة واحدة ومئات الآلاف من الليبيين قتلوا ويقتلون كل يوم .. وتهدم دورهم . ومساكنهم . ومراكز خدماتهم .. هذا العالم الذي لم ينبس ببنت شفة . لاكثر من مليوني ليبي مشردين يبيتون في العراء لامأوى لهم ولامأكل . ولامشرب . وهم لم يشتموا الانبياء . ويؤمنون بهم جميعا ..

هذا العالم الذي لم يتحرك لاربعة ملايين من العراقييين مشردين في الآفاق .. هذا العالم لم يتحرك وآلاف الاسر العراقيه محاصرة في قمة جبل سنجار .. لامأكل ولامشرب . ولاملابس ولاغطاء...تحت البرد والامطار والثلوج .. هذا العالم لم يحرك ساكنا وسوريا تهدم دورها ويشرد اطفالها .. وتمزق اسرها في دول الجوار وفي غير دول الجوار... هذا العالم .. والذين يسمونه احيانا المجتمع الدولي .. هو الذي تكالب على ليبيا باكثر من ثلاثين الف صاروخ .. في ثلاثين الف غارة جويه .. من اجل هدم وطن رفض الخنوع .. ورفض الاستسلام لرغبات الغرب ومطالبه ..ورفض التفريط في مقدراته وامكانياته .. وحريته .. وكرامته .. مسكين هذا العالم كم هو رقيق المشاعر ..

عندما قتل 12 صحفيا فرنسيا .. ولم تقطع رؤوسهم كما قطعت رؤوس الصحفيين الليبيين .. لقد ضج العرب . وضج المسلمون .. وسكبوا الدموع .. وسخروا منابر المساجد ليشجبوا هذا العمل الشنيع ..وبحثوا في ذاكرتهم عن الآيات التي تشجب ذلك .. وان لم يجدوها اختروها من عندياتهم فالخطب جلل يستدعي الاستدلال بالقرآن ..ز وكم اصاب الحدث قلوب العرب والمسلمين ..

تلك القلوب التي لم يداخلها الاحساس بالذنب .. وهم يشاركون في تحطيم العراق .. واستعماره .. ولافي تحطيم ليبيا واستعمارها .. ولافي تحطيم سوريا وتشريد شعبها . ولافي تمزيق اليمن . والصومال . وافغانستان . انهم العرب الذين ساهموا باموالهم .. في كل هذه المآسي ..وتألمت مشاعرهم الرقيقة لنقص التموين على حديقة الحيوانات البريطانيه .

فتبرعوا لها بمئة مليون دولار لانقاذها .. واليمن في جانبهم يجوع ويشرد .. والصومال يتمزق ويتشتت . وتموت اطفاله جوعا ..واموالهم يسخرونها لتمزيق شعب العراق . وسوريا. وليبيا .

انهم ( محماش )النار للغرب .. دعهم يذرفون الدموع على خيبتهم .. وجبنهم .. وخيانتهم .. فهم بقايا امة كانت أمة..: وليسقط الارهاب في اوربا ... ويحيا في بلاد العرب ..

بقلم مهدي الشريف الادريسي