زيارة رئيس المجلس الأوروبي لموريتانيا؛ ثمرة جهود دبلوماسية حثيثة للسفير عبد الله ولد أباه الناجي ولد كبد

-A A +A
ثلاثاء, 2022-11-22 13:34

شكلت زيارة رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال لنواكشوط، نهاية الأسبوع المنصرم، فتحا دبلوماسيا في السياسة الخارجية لموريتانيا في ظرفية دولية تزداد اضطرابا وتعقيدا بفعل صراعات القوى الكبرى والتحديات الأمنية على المستوى الإقليمي فضلا عن تأثيرات جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا وتصاعد التهديد الكوني الناجم عن التغيرات المناخية.

و مما يظهر الأهمية الإستراتيجية البالغة لهذا النجاح الدبلوماسي أن زيارة ميشال جاءت عشية مشاركته في مؤتمر إقليمي حول تهديدات تمدد الأنشطة الجهادية نحو بلدان منطقة خليج غينيا بمنطقة إفريقيا الغربية.

نجاح يرجعه اغلب المراقبين المتابعين للشأن الدبلوماسي الوطني، بالدرجة الأولى، لمسار من العمل الدؤوب حققه سفير موريتانيا في بروكسيل ومندوبها لدى الاتحاد الأوروبي عبد الله ولد أباه الناجي ولد كبد؛ على مدى السنوات الماضية؛ خاصة خلال الأعوام الثلاثة الأولى من المأمورية الحالية للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وكان من أبرز محطاته الفارقة دعوة الرئيس غزواني من طرف الاتحاد الاوربي لزيارة مقره في العاصمة البلجيكية، ثم مشاركته في منتدى الأعمال الأوروبي - الإفريقي، منتصف شهر فبراير الماضي في بروكسيل؛ حيث أكد في خطابه أمام المشاركين في هذا اللقاء الاقتصادي الدولي، أن "موريتانيا مستعدة، من جانبها، لشراكة إستراتيجية تعتمد في تنفيذها على الإلتزام النشط والدعم متعدد الأوجه من جانب أوروبا".

وتثمينا لهذا النجاح الدبلوماسي الباهر، جاء تصريح المسؤول الأوروبي بعيد استقباله، في القصر الرئاسي بنواكشوط من طرف الرئيس ولد الشيخ الغزواني؛ حيث أكد أن: "موريتانيا تعتبر شريكا مهما للاتحاد الأوروبي، ونحن نقدر عاليا الجهود التي بذلها ويبذلها رئيس الجمهورية لتعزيز وتوطيد هذه الشراكة، كما أن الاتحاد الأوروبي مستمر في دعم هذه الجهود".

تميز هذا المسار الدبلوماسي الناجح والمتواصل، ضمن ميزات أخرى عديدة، بإبرام شراكات اقتصادية كبرى بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي؛ لعل من أبرزها التوقيع، قبل عام بالتمام و الكمال على زيارة رئيس المجلس الأوروبي لنواكشوط؛ اي في نوفمبر2021، على اتفاق الصيد الجديد بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي؛ والذي وقعه -يومها- كل من السفير عبد الله ولد أباه الناجي ولد كبد، من جهة؛ و السفير مندوب جمهورية سلوفينيا لدى الاتحاد الأوروبي أرتوك حارك؛ الذي كانت بلاده  تتولى رئاسة مجلس الاتحاد، والمديرة العامة لشؤون البحرية والصيد شارلينا فيتشيفا؛ من جهة ثانية.

وقد جاء الاتفاق الجديد تتويجا لمسار تفاوضي مطول كان ل عبد الله ولد كبد، دور محوري في إنجاحه بما يضمن المصالح العليا لموريتانيا؛ ويعزز التعاون مع الجانب الاوربي باعتباره شريكا أساسيا لموريتانيا.