مذكرات ولد صلاحي مبيعات قياسية بأمريكا وبريطانيا

-A A +A
أربعاء, 2015-02-25 00:28

بعد ثلاثة أيام فقط من طرحه في الأكشاك لاقى كتاب "يوميات غوانتنامو" الذي يروي فيه الموريتاني محمدو ولد صلاحي ذكرياته في السجن الأمريكي، صدى واسعا، وحقق مبيعات قياسية في الولايات المتحدة وبريطانيا.   وحل الكتاب  بين المائة كتاب الأكثر مبيعا على موقع "أمازون" أكبر شركة في العالم للبيع عن بعد، وبين الخمسين الأكثر مبيعا في بارنز اند نوبل أكبر شركة أمريكية لبيع الكتب (إحصائيات يوم الأربعاء) أي بعد يوم واحد فقط من صدوره.    ويقع الكتاب في 379 صفحة، وراجعه ودققه وقدم له لاري سيمس ونشرته (ليتل، براون، آند كامبوني).  ويبلغ سعره حسب موقع "أمازون" 17.60 دولارا، بينما يبغ سعر تنزيل الكتاب مع الصوت المسجل 20.95 دولارا،  بينما يبلغ سعر القرص المدمج للكتاب  25.37 دولارا. بينما تباع نسخته الورقية في الأكشاك بـ 29 دولارا. وتهافت القراء في الولايات المتحدة على شراء أول كتاب يروي فصول 13 عاما من التعذيب والإهانة واليأس، قضاها الكاتب في معتقل غوانتانامو الحربي الأمريكي.   ونقلت وكالة رويترز عن ناشرة الكتاب ليز جاريجا من دار نشر "هاتشيت" قولها "لقد بدأ بيعه منذ يوم واحد فقط وهاتفي لا يتوقف عن الرنين بشأنه. هذا يعني أن الكتاب يصل الى الناس كما أردنا له".   وقالت رويترز إن ولد صلاحي اجتذب اهتماما بقضيته "فاز به بشق الأنفس".   وسجل عدد من المشاهير منهم الممثل المسرحي والسينمائي وتلفزيوني البريطاني  كولن فيرث، وكذلك الممثل والمخرج وكاتب السيناريو البريطاني ستيفن فراي، مقاطع من الكتاب بصوتهما بثت على الانترنت.   ويقرأ فراي مقطعا عن طريقة معاملة رجال أمن عرب لولد صلاحي خارج غوانتانامو بناء على تعليمات من الأمريكيين "لقد ملأوا كل فراغ بين ثيابي من عنقي وحتى كاحلي بمكعبات الثلج، وكلما ذابت كانوا يضعون غيرها. مكعبات ثلجية صلبة. وبين الحين والآخر كان أحد الحراس يلكمني.. يلكمني في وجهي معظم الوقت".   ونشر كتاب "يوميات في غوانتانامو" يوم الثلاثاء بعد معركة قضائية استمرت سبع سنوات ويروي فيه ولد صلاحي محنته في السجن الأمريكي بقاعدة بحرية في خليج غوانتانامو بكوبا.   ويستعيد ولد صلاحي في يومياته حمامات الثلج والاذلال ومناسبات التحقير التي لا تعد ولا تحصى في رواية تسرد بصيغة المتكلم يتحدث فيها السجين عن فترة استجوابه خلال الحرب الأمريكية على الإرهاب وهو سجين لم توجه له السلطات الأمريكية أي اتهامات وأمرت محكمة اتحادية بإطلاق سراحه عام 2010 غير أن هذا الحكم نقض في وقت لاحق واستمر حبس صلاحي. وفي بادئ الأمر صنفت الحكومة الأمريكية المخطوط الأول الذي كتبه المؤلف بخط يده في 466 صفحة على انه وثيقة سرية وخضع لتنقيح هائل قبل نشره.   وقال السجين الموريتاني إنه سلم نفسه الى السلطات في نواكشوط، بعد أسابيع من هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على الولايات المتحدة ونقل إلى الأردن حيث جرى استجوابه لعدة أشهر، قبل أن ينقل إلى أفغانستان ثم كوبا وفق نسخ من محاضر جلسات إجرائية عسكرية أمريكية.   وفي أحد فصول الكتاب يصف صلاحي الشعور الذي انتابه بالراحة في يوليو تموز 2002 لكونه سيتوجه إلى الولايات المتحدة على الرغم من انه كان يقف عاريا تماما.   وقال "وضع أحد أعضاء الفريق الأمني حفاضا حول أعضائي التناسلية، وحينها فقط تأكدت أن الطائرة كانت متوجهة إلى الولايات المتحدة وبدأت أقنع نفسي بأن كل شيء سيكون على ما يرام".   وقالت محامية محمدو ولد صلاحي، هينا شمسي من اتحاد الحريات المدنية الأمريكي "انه رجل بريء اعتقل بشكل غير قانوني ويجب أن يروي حكايته بنفسه بدون رقابة".   وأضافت شمسي أن محنة صلاحي هي برهان إضافي على أن التعذيب لا يفلح؛ مستشهدة بأحد مقاطع الكتاب حين يصف صلاحي ما قاله له محققون في إحدى جلسات الاستجواب "هل هذا كل ما عندك.. لا أعرف ولا أذكر.. سننال منك"، مستخدمين تهديدا جنسيا واضحا.   وعقدت عائلة ولد صلاحي مؤتمرا صحفيا في لندن يوم الثلاثاء تزامن مع بدء طرح الكتاب في بريطانيا تناشد فيه السلطات الأمريكية الإفراج عنه.     ووصفت اللجنة التي حققت في هجمات 11 سبتمبر أيلول صلاحي بأنه أحد عناصر تنظيم "القاعدة" البارزين، مشيرة إلى أنه ساعد في إعداد خلية هامبورغ في ألمانيا، للسفر إلى أفغانستان لتلقي التدريب، بينهم اثنان من خاطفي الطائرات التي نفذت هجمات 11 سبتمبر أيلول، إضافة إلى الثالث وهو محمد عطا أحد أبرز منفذي الهجمات، وكان شريك ولد صلاحي في غرفته.   وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لشؤون غوانتانامو المقدم مايلز كاجينز انه سيعاد النظر في الوضع القانوني للسجين محمدو لصلاحي.   وتزامن نشر الكتاب مع خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن حالة الاتحاد بعد سبع سنوات على تعهده بإغلاق المعسكر خلال العام الأول من توليه الرئاسة، غير أن هذه الجهود أعاقها المشرعون الأمريكيون الذين يعتقدون أن نزلاء غوانتانامو يشكلون تهديدا على الأمن القومي الأمريكي.