
أعلن الجيش الإسرائيلي مساء اليوم الأحد، أنه يعتزم بدء عرض تحقيقات حول أحداث 7 أكتوبر 2023، اعتبارا من الأسبوع المقبل، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي.وأفاد مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن “عملية عرض التحقيقات ستمتد على مدار أسبوع كامل، من يوم الأربعاء 26 فبراير وحتى انتهاء ولاية رئيس الأركان هرتسي هاليفي بعد ذلك بأسبوع”.وبين أنه “في البداية، سيعرض الجيش الإسرائيلي التحقيقات العامة حول التصور الاستراتيجي تجاه قطاع غزة في السنوات الأخيرة، وتطور المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بحماس، وآلية اتخاذ القرارات ليلة 6 أكتوبر، وإدارة معارك التصدي للهجوم”.
وبعد ذلك، سيتم تقديم التحقيقات التفصيلية حول المعارك الرئيسية في مستوطنات غلاف غزة، بما في ذلك كيبوتسات كفار عزة، ناحال عوز، نير عوز، نتيف هعسرا، القاعدة العسكرية في ناحال عوز، وحفل نوفا الموسيقي، وفقا للمصدر نفسه.
وحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن “بقية تحقيقات المعارك (إجمالي 41 تحقيقا)، فسيتم عرضها خلال شهر مارس”.يُذكر أن الجيش الإسرائيلي يعرض هذه التحقيقات بعد تأخير نصف عام، حيث كان قد التزم سابقًا بتقديمها بحلول يوليو 2024.وتبرر قيادة الجيش هذا التأخير بالظروف العملياتية وتطورات الحرب، مما أدى إلى تأجيل القدرة على عرض التحقيقات.وذكر مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي أن التحقيقات لن تتضمن استنتاجات شخصية ضد أي ضابط، ولن يتم توجيه اللوم إلى أي من الأطراف المتورطة، وسيقوم رئيس الأركان هاليفي بتلخيص التحقيقات، لكنه سيترك مسألة اتخاذ القرارات الشخصية بشأن الضباط لخليفته، إيال زامير.
وصادقت الحكومة الإسرائيلية على تعيين إيال زامير رئيسا لأركان الجيش، فيما عبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن إعجابه “بنهجه الهجومي” لافتا إلى أن “وجه الشرق الأوسط سيتغير” في ولايته.
وأكّد بيان مشترك، صدر مساء اليوم الأحد عن نتنياهو، ووزير أمنه، يسرائيل كاتس، أن “الموافقة على تعيين زامير رئيسا للأركان جاءت كتتويج لعملية اختيار مهنيّة ودقيقة، وتعكس الثقة الكبيرة بخبرته الغنية في قيادة الجيش الإسرائيلي في الوقت الحاضر”.ولفت البيان إلى أن زامير سيتولى، بموجب القرار، مهام منصبه رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي في الخامس من مارس المقبل، ليحل بذلك خلفا لهرتسي هليفي.وقال نتنياهو في البيان “حتى عندما كان إيال زامير يعمل سكرتيرا عسكريا لديّ، كنت معجبا بالتزامه تجاه البلاد، والتزامه تجاه الجيش الإسرائيلي، وبأنه يتبنى نهجا هجوميا”، على حد وصفه.
وأضاف “أنا أؤيد وأدفع بكلتا يديّ، إلى جانب وزير الأمن، تعيين إيال زامير رئيسا جديدا لأركان الجيش الإسرائيلي”.وتابع “أرجو أن نحقق خلال ولايته وربما في المستقبل القريب أيضا كل الإنجازات العظيمة التي ستغير ليس وضع إسرائيل فحسب، بل وجه الشرق الأوسط بأكمله أيضا”.
وذكر وزير الأمن الإسرائيلي في البيان ذاته، أن “تعيين إيال زمير في منصب رئيس الأركان يأتي فيما نواجه العديد من التحديات الأمنية”.وأضاف أن “إسرائيل بحاجة إلى جيش قوي مظفر، وأنا مقتنع بقدرة إيال زامير على قيادة الجيش إلى انتصارات حاسمة في كافة الجبهات”.وتابع “أنا على ثقة بأنه سيقود الجيش الإسرائيلي بحكمة ومسؤولية، وسيعمل على تطبيق الدروس المُستفادة من أحداث السابع من أكتوبر، بهدف تعزيز الجيش، ونجاحه هو نجاحنا”.
يأتي ذلك فيما يعتزم هاليفي، الذي شارفت ولايته على الانتهاء، استكمال التحقيقات الجارية في الجيش بشأن هجوم السابع أكتوبر 2023، وعرضها على الملأ خلال الأسبوعين المقبلين، وتشمل التحقيقات التحقيق في معارك السابع أكتوبر في كل منطقة بـ”غلاف غزة”، فضلا، عن التحقيق الأوسع نطاقا على المستوى الفشل الاستخباراتيّ، والليلة التي سبقت اندلاع الحرب.وكان هاليفي قد أعلن في الواحد والعشرين من الشهر الماضي، في بيان له استقالته من منصبه، وأنه أبلغ وزير الأمن، يسرائيل كاتس، بأنه يطلب إنهاء ولايته بحلول السادس من مارس المقبل، كما طالب بتشكيل لجنة تحقيق خارجية في إخفاقات 7 أكتوبر.
وبرر هاليفي استقالته بأنها تأتي “انطلاقا من الاعتراف بفشل الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر وفي النقطة الزمنية التي سجل فيها الجيش الإسرائيلي إنجازات كبيرة ويتواجد في عملية تطبيق الاتفاق لتحرير المحتجزين”.
وجاءت استقالة هاليفي في ظل توتر العلاقات بينه وبين الحكومة الإسرائيلية، وخاصة كاتس، الذي رفض قرارات اتخذها هليفي، وبينها توجيه أوامر إلى هاليفي بإنهاء التحقيقات العسكرية حول إخفاقات الجيش في 7 أكتوبر، وعدم إجراء عملية تدوير مناصب في الجيش، وعدم تعيين ضباط برتبتَي لواء وعميد في مناصب جديدة.وكان الخبراء والمحللون الإسرائيليون، قد علّقوا آمالا على أن زامير سينجح في إخراج الجيش الإسرائيلي من أزمته، ووصفوه بأنه جنرال “خبير”، وأنه الأكثر خبرة بين المرشحَين الآخرين للمنصب.