جوانب مثيرة في كواليس جولة الرئيس بولاية لعصابه

خميس, 2015-04-23 01:15

اتسمت بعض محطات جولة الرئيس محمد ولد عبد العزيز داخل مختلف مقاطعات ولاية لعصابه بالكثير من المفاجآت والأحداث الجانبية المثيرة؛ تسبب بعضها في ارتباك صارخ في التنظيم، والبعض الآخر في كشف العديد من الاختلالات على مستوى اداء القطاعات المعنية بالمتطلبات الأساسية للسكان، وعمل السلطات الإدارية المحلية؛ فضلا عن الارتجالية الواضحة في ترتيبات تنظيم برنامج الأنشطة الرئاسية..

من أبرز تلك الحوادث التي رصدها موفد "موريتانيا اليوم" في كواليس الزيارة مشهد معبر عكس حجم المفارقة المتمثلة في التباين الصارخ بين واقع السكان المعيشي وبين الصورة الوردية التي بذلت السلطات المحلية والمنتخبون والأطر في الولاية إضفاءها على ذلك الواقع من أجل مغالطة الرئيس والحفاظ على مراكزهم وحظوتهم لديه..

من ذلك، مثلا، إقبال العشرات من المراهقين وغيرهم على بقايا الوجبات الفاخرة بعد أن شبع منها أعضاء الوفد الرئاسي وكبار المستقبلين وجموع المرافقين غير الرسميين، من سياسيين وصحفيين وغيرهم.

وقد وقعت معركة شرسة في مدينة كيفه على بقايا الطعام من لحوم مشوية وأطباق الكسكس والأرز الهندي، والفاكهة، والعصائر، في مشهد يعطس حجم معاناة السكان واحتياج العديد من الفئات لمصادر قوت كافية..

مشهد آخر أكثر إثارة للاستهجان، تمثل في إقدام أحد الأثرياء برمي مبالغ مالية على قارعة الطريق ليتهافت الناس عليها ضمن معركة حامية الوطيس تخللتها اشتباكات بالأيدي والعضلات من أجل الحصول على جزيئات ضئيلة من تلك المبالغ..

ولعل أكثر تلك المشاهد والمفاجآت لفتا للانتباه إقدام فتاة من المنطقة؛ علنا أمام الجميع، بمطالبة رئيس الجمهورية بأن يتزوجها.. وهو ما أصاب الرئيس بكثير من الحرج وتسبب في هرج ومرج في صفوف مرافقيه ومستقبليه على حد سواء..

و من كوليس الزيارة كذلك تعرض السياسي البان ولد البان ، و هو أحد أطر مقاطعة كرو جناح النائب السابق أسلامه ولد عبد الله ، تعرضه لصفعة قوية على الوجه سددها له عمدة بلدية كرو ،على أثر تغيير اللائحة التي تم الاتفاق عليها للقاء الرئيس في عاصمة الولاية كيفه

ومن كواليس الزيارة، وتحضيراتها، تعرض وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني؛ الناطق الرسمي باسم الحكومة، د. إزيد بيه ولد محمد محمود للإصابة في ذراعه جراء انزلاقه على أرضية منزله بمدينة كرو حيث كان يشرف ـ شخصيا ـ ضيافة زملائه من أعضاء الحكومة وعدد من الشخصيات المحلية الوازنة.. وقد تبين أن الإصابة لم تكن خطيرة، لله الحمد، لكنها منعت الوزير من مواصلة نشاطه بنفس الوتيرة..

ومنها ـ أيضا ـ تعرض الوجيه البارز في كيفه، سيدي محمد ولد محمد الراظي قنصل موريتانيا العام في لاس بالماس، لوعكة صحية جراء التعب؛ حيث عاودته نوبة من حمى الملاريا قبيل وصول الرئيس لمدينة كيفه؛ حيث أمضى ولد محمد الراظي أسابيع في التنقل بين نواكشوط وكيفه، وبين كيفه ومناطق أخرى من ولاية لعصابة سعيا لضمان استقبال لائق برئيس الجمهورية.. وقد أوفد الرئيس مدير ديوانه، أحمد ولد باهية للاطمئنان على وضعه الصحي.

غير أن كواليس الجولة الرئاسية ومفاجآتها لم تقتصر على مدينة كيفه وكرو؛ إذ كان لمقاطعة باركيول حظها منها.. فقد طالب عمدة باركيول، في كلمته الترحيبية أمام الرئيس باقتطاع ولاية جديدة تدعى "ولاية آفطوط"، على تكون باركيول عاصمة لها..

وفي بومديد اضطر الرئيس إلى الإقامة في منزل الفريق محمد ولد الشيخ الغزواني؛ القائد العام لأركان الجيوش، بعد أن تبين أن مقر سكن الحاكم لم يكن بمستوى يسمح بإيواء الرئيس؛ نتيجة تصدع جدرانه وتردي بنايته..

وقبل وصول الرئيس ولد عبد العزيز إلى بومديد، بساعات، أحاطت وحدة من كتيبة الأمن الرئاسي بمنزل ولد الغزواني وأحكمت حراسته..

منع ممثلو وسائل الإعلام من تغطية لقاء الرئيس بمنتخبي وأطر ولاية لعصابه الذي احتضنه مبنى الولاية؛ فيما سمح لعشرات الأطر والمواطنين العاديين بحضور اللقاء إلى جانب أعضاء الحكومة المرافقين للرئيس، ورئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم.. وتصدرت المطالب الخاصة بتوفير الأمن والمياه والكهرباء وعلف الحيوان مداخلات الأطر والمنتخبين..

ومن أبرز المشاهد التي شابت فعاليات الجولة الرئاسية في ولاية لعصابه، تلقي عدد من الصحفيين من وسائل إعلام خاصة عطايا نقدية بمعدل عشرين ألف أوقية لكل منهم؛ بعث بها مدير ديوان الرئيس؛ فيما ظهر ثنائي "أعطيني نشكرك"، بشكل بارز خلال الزيارة.. وكان الكوميدي الشهير بنه ولد شنوف ورفيقه  يندران على مجموعة الصحفيين المستفيدة من مباغ مدير الديوان؛ واصفينهم بأنه انضموا للحرفة..

لقد بدأت الجولة الرئاسية بكثير من الخلبطة أثناء استقبال الرئيس في مطار كيفه، حيث منع بعض كبار المسؤولين الرسميين والبرلمانيين من الوصول إلى مدرج المطار لاستقبال الرئيس؛ فيما وقعت مشاداة كلامية نابية بين رئيس محكمة الحسابات، ولد حم ختار؛ وبين النائب عن حزب الوئام، عبد الرحمن ولد اسويد أحمد الملقب الدان؛ وهو أمير تقليدي وزعيم إحدى أكبر المجموعات المحلية في لعصابه..

 واعتبر العديد من المراقبين المحليين والمحللين الإعلاميين أن القبلية و الصراعات المحلية برزت بشكل ملحوظ خلال جولة الرئيس ولد عبد العزيز في لعصابه؛ مما كانت له انعكاسات سلبية واضحة أثرت على برنامجها ومحطاتها المختلفة؛ مرجحين أن تشهد الأسابيع، وربما الأيام القليلة المقبلة، تغييرات عميقة قد تطال اوجها بارزة في مختلف القطاعات العمومية..