المهمة الصعبة أمام الدبلوماسي الموريتاني في اليمن

-A A +A
أحد, 2015-05-03 15:46

يبدو أن مهمة جمال بن عمرالدبلوماسي المغربي والمبعوث الدولي السابق إلي اليمن، لم تكن في يوم من الأيام سهلة علي الإطلاق، فقد تعرض لانتقادات حادة، كما أحيطت مهمته ببعض الشكوك.

وخلف الدبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد شيخ أحمد، زميله المغربي بن عمر، في مهمة يتنبأ العديد من الخبراء السياسيين، بأنها ستكون صعبة، لاسيما وأن الكثير من المسئولين في الجانب الحوثي، صرحوا أكثر من مرة ولأكثر من وسيلة إعلامية، بأن "الحوارلا يمكن أن يستأنف إلا بعد وقف العدوان الخارجي". وأن " الحوار يجب أن يُستأنف من حيث توقف "، في إشارة إلي المفاوضات التي رعاها المبعوث السابق للأمم المتحدة جمال بن عمر.

وإسماعيل ولد الشيخ أحمد، دبلوماسي موريتاني، تقلد مناصب مهمة بمنظمة الأمم المتحدة، إلي أن عينه الأمين العام للمنظمة بان كي مون، مبعوثا دوليا إلي اليمن خلفا لـ «بن عمر»، ويصف الإعلام الموريتاني ولد الشيخ، بـ " المفاوض المتمرس"، ومن لديه قدرة كبيرة علي التوفيق بين المتخاصمين. كما يعول عليه الكثير من الخبراء من خلال هذا المنصب في إحتواء الأزمة المندلعة في اليمن منذ سبتمبرالماضي.

يبلغ ولد الشيخ (55عاما) وولد بمنطقة "بيلا" بالعاصمة الموريتانية، حيث تربي في أسرة اهتمت بتعليمه وتربيته وفقا للتقاليد الموريتانية، مشفوعة بتعليم عصري. وتلقي تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في مدارس نواكشوط، فحصل علي الثانوية العامة عام 1980.

ودرس في جامعة مونبلييه بفرنسا، حتي نال شهادة البكالوريوس في الاقتصاد، وانتقل إلي جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، وحصل علي شهادة الماجستير في تنمية الموارد البشرية، ثم التحق بكلية ماستريخت للدراسات العليا بهولندا، فحاز شهادة متقدمة في الاقتصاد وتحليل السياسات الاجتماعية، وهو يتحدث العربية والإنجليزية والفرنسية بطلاقة.

عمل ولد الشيخ، بعد تخرجه موظفا بمفوضية الأمن الغذائي في موريتانيا لمدة سنتين، قبل أن ينتقل للعمل في وظائف مختلفة بهيئات تابعة للأمم المتحدة، حيث ترقي علي مدار 28 سنة، أمضاها في مناصب مهمة ومتعددة، كما عمل في بعض المناطق الشائكة.

تعامل ولد الشيخ، في مناصبه الدولية المختلفة، مع القضايا التي كُلف بها بحرفية الدبلوماسي وعقلية الاقتصادي، فحقق نجاحات في بعض الملفات الكبري، من بينها جهوده في مواجهة "إيبولا". وعُرف بين زملائه بالقدرة علي الاستماع، والبحث عن نقاط التلاقي بين الفرقاء، والصبرعلي التفاوض.

وعلي الرغم من تعقيدات الأزمة السياسية باليمن، فإن ولد الشيخ أحمد يُعتبر حسب مراقبين، من أبرز الدبلوماسيين بالمنظمة، الذين يمتلكون مؤهلات للمساهمة في حلها، وذلك لعدة اعتبارات أهمها، أن الرجل سبق أن عمل في اليمن كمسئول دولي، في الفترة ما بين 2012- 2014.

ويشهد اليمن فوضي أمنية وسياسية طاحنة، بعد سيطرة ميليشيات الحوثي علي المحافظات الشمالية منه، وفرض سلطة الأمرالواقع، مجبرة السلطات المعترف بها دوليا علي الفرار لعدن جنوبي البلاد. ثم بدء عملية "عاصفة الحزم".

تحديات جسيمة ومهام عضال تعترض طريق المبعوث الدولي الجديد لليمن ولد الشيخ أحمد، أبرزها مكان انعقاد الحوار، ومراوغة أطراف محورية هي جماعة الحوثي المسلحة، وأنصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، واستمرارالعمليات العسكرية والضربات الجوية، ليس ذلك فحسب بل الأكثر خطورة، استناد مهمته لقرارمجلس الأمن رقم 2216 الخاص باليمن، والذي يفتقر لضمانات ملزمة أوأطراف دولية كبري تضمن تطبيقه، كذلك تفتقرعملية "إعادة الأمل"، إلي آليات للتطبيق، بينما هي أحد محاور عمل المبعوث الجديد، حيث يستند إليها أي حوار مستقبلي مرتقب.