في مثل هذا اليوم.. انقلاب يطيح بالمختار ولد داداه رئيس موريتانيا

خميس, 2014-07-10 18:19

حكم المختار ولد داداه موريتانيا في الفترة من 1957 إلى أن أطاح به انقلاب عسكري في مثل هذا اليوم في 10 يوليو 1978 ليخلفه في الحكم المصطفي ولد محمد السالك.

ويعد ولد داداه مؤسس موريتانيا أحد أبرز الوجوه السياسية الحديثة، وقد ناضل من أجل استقلال موريتانيا،حتي تحقق هذا وصار هو رئيسا للبلاد وهو مولود في 1924 في بوتلميت ودرس الابتدائية في موريتانيا وبعد ذلك سافر إلى فرنساودرس في معاهد ثانوية خاصة فحصل منها على شهادة الثانوية العامة عام 1948، ثم تابع دراسته في الحقوق في إحدى الكليات الباريسية حتى حصل على شهادة المحاماة، فكان أول موريتاني يعود إلى بلاده حاملا شهادة جامعية وانتسب إلى الاتحاد التقدمي الموريتاني الذي تأسس عام 1948، ويعد هذا الحزب ذو الاتجاه المعتدل أكثر الأحزاب الموريتانية قربا من الإدارة الفرنسية.

 

وقد عين ولد داداه رئيسا لمجلسه التنفيذي عام 1958 ،وقد عرفت الساحة السياسية الموريتانية في نهاية الخمسينيات تنافسا حادا بين دعاة الانضمام إلى المغرب (حزب الوئام بزعامة أحمدو ولد حرمة ولد بابانا أول نائب موريتاني في البرلمان الفرنسي)، وبين دعاة الانضمام لكونفدرالية غرب أفريقيا (العناصرالزنجية الموريتانية) فوقف ولد داداه في وجه الاتجاهين رافعا شعار «موريتانيا همزة وصل بين العالمين العربي والأفريقي».

 

وفي 1959أسس المختار حزبا جديدا عرف باسم حزب التجمع الموريتاني الذي خاض انتخابات محلية أدت نتائجها الطيبة إلى تعيينه رئيسا للوزراء في حكومة تحت الاستعمار الفرنسي فأسس أول دولةموريتانية حديثة وشيد مدينة نواكشوط في1957 وفي 28 نوفمبر1960 عين رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية التي نالت في هذا التاريخ استقلالها عن فرنسا وقد طالبت المملكة المغربية بموريتانيا منذ نهاية الخمسينيات،وقد وقف ولد داداه في وجه تلك المطالبات ولم يعترف المغرب بموريتانيا دولة مستقلة إلا في عام 1969، وفي 14 سبتمبر 1970 عقدت قمة نواذيبوالتي استمرت ساعات قليلةوقد استضافها المختار ولد داداه وحضرها الملك المغربي الحسن الثاني والرئيس الجزائري هواري بومدين فأكدوا على ضرورة إنهاء وتصفية الاستعمار الإسباني من الصحراء وبعد خمس سنوات من لقاء نواذيبو تقاسمت موريتانيا الإقليم الصحراوي مع المغرب بموجب الاتفاق الثلاثي الإسباني المغربي الموريتاني الموقع عليه بتاريخ 14 نوفمبر 1975، وينص على خروج إسبانيا من الصحراء وتقسيمها بين الدولتين (الساقية الحمراء للمغرب ووادي الذهب لموريتانيا).

وتحالفت موريتانيا مع المغرب عسكريا ودبلوماسيا في مواجهة البوليساريو وحليفتها الجزائر، فركزت جبهة البوليساريو هجماتها العسكرية على موريتانيا بوصفها الحلقة الأضعف في الصراع، واستطاعت قواتها أن تتابع الضربات تلو الأخري حتى هاجمت نواكشوط عاصمة البلاد في يوليو 1977 وقد أعطت استراتيجية البوليساريو العسكرية نتيجتها حيث دخل نظام المختار ولد داداه في أزمة اقتصادية وأمنية خانقة دفعت بالجيش الموريتاني إلى الإطاحة بحكمه في مثل هذا اليوم في 10 يوليو 1978 وتم اعتقاله 14 شهرا في سجون مدينة ولاته شرقي موريتانيا وفي 3 أكتوبر1979أخرج ولد داداه من السجن لتدهور صحته لينقل إلى فرنسا للعلاج بعدها اختارالإقامة في تونس أولا ليقيم بعد ذلك في مدينة نيس على ساحل البحر المتوسط بفرنسا إلى أن عاد من منفاه الفرنسي إلى موريتانيا في 17 يوليو 2001 مقررا الإقامة في بلده وقد بلغ به الضعف والكبر مبلغهما وكان ولد داداه يتصف بالبساطة والابتعاد عن المظاهر السلطوية وقد عاش وهو رئيس في منزل بسيط لا يتعدي ثلاثة غرف كما اشتهر بدبلوماسيته الهادئة والفعالة خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء وكان قد ترأس منظمة الوحدة الأفريقية عام 1971 ومما يذكر أنه لم يتأثر عندما أعلمه الحسن الثاني بالتخطيط للانقلاب عليه قبل ستة أشهر من وقوع الانقلاب،ولا بإشعار الرئيس الزائيري موبوتو له في فبراير 1978فترك الأمور تسير على طبيعتها حتى وقع الانقلاب وأطاح به.

 

 

زي النهاردة