مياه الشرب : مطالب قديمة تتجدد بلبراكنه

اثنين, 2015-05-25 20:59

تعيش مناطق واسعة من ولاية لبراكنه أزمات عطش قديمة جديدة بفعل ندرة المياه الجوفية وتباعد النقاط الموجودة رغم الكثافة السكانية المعتبرة والثروة الحيوانية الهائلة التي تشكل مصدر دخل شبه وحيد لسكان الأرياف والبدو الرحل الذين يشكلون غالبية كبرى.

 

ومع تساقط الأمطار ودخول فصل الخريف تبدأ أصوات المطالبين بعصب الحياة تتراجع، غير أنها سرعان ما تعود إلى الواجهة من جديد وبقوة تحت تأثير ارتفاع درجات الحرارة وحلول فصل الصيف، حيث يتجلى ذلك في حراك احتجاجي مستمر تتعدد أشكاله وأساليبه بتعدد المعاناة والضحايا.

 

 بالحاويات الفارغة صارت وسيلة تعبير جديدة ابتكرها سكان ريف لبراكنه و قد شهدت الأسابيع الماضية وقفات احتجاجية مطالبة بمياه الشرب كان آخرها وقفة نظمها سكان قرية دار النعيم أمام مبنى الولاية ووقفة مماثلة لسكان اخريزت كيمي تم تنظيمها أمام حاكم مقطع لحجار.

 

أسباب متعددة

 

وتعتبر مقاطعة ألاك المركزية من أكثر المناطق تضررا  جراء النقص الحاد في مياه الشرب رغم وقوع أجزاء منها في بحيرة اترارزه ومد الأنابيب منها إلى مدينة مقطع لحجار شمال الولاية.

 

وتعد قرى دار النعيم والزغلان وبوقبرة وبوحديده من المناطق التي عرفت أزمات متجددة طوال الأعوام الأخيرة جراء انعدام مياه الشرب، بفعل تعطل مضخات الآبار الارتوازية أحيانا ونقص المياه الجوفية المتوفرة وملوحتها أحايين أخرى.

 

[نساء وأطفال وحاويات وعربات في رحلة بحثاعن قطرة مياه صالحة للشرب  نساء وأطفال وحاويات وعربات في رحلة بحثاعن قطرة مياه صالحة للشرب 

خطر الملوحة

 

وإلى جانب ندرة المياه تعاني بعض المناطق خصوصا مدينتي ألاك وبوحديده من ارتفاع منسوب الملوحة في المياه مما جعلها تشكل مصدر خطر على الصحة وتساهم في انتشار الإصابة بالفشل الكلوي، وقد نجحت السلطات في إيجاد حل للقضية في مدينة ألاك من خلال ربط شبكتها القديمة بأنابيب قادمة من منطقة بوحشيشه، غير أن المشكل لا يزال مطروحا بالنسبة لبلدية بوحديده التي وجه عمدتها محمد ولد دمت نداء استغاثة عبر وكالة الأخبار قبل أشهر.

 

أما شرق المقاطعة حيث مركز مال الإداري الخزان الانتخابي الأكبر فتعرف جل مناطقه أزمات عطش مستمرة إذ لا يتوفر المركز إلا على نقاط مياه محدودة في ظل انتشار ظاهرة التقري الفوضوي رغم النقص الكبير في مياه الشرب.

 

قطع للطريق الرابط بين مدينة ألاك وبوحديده طلبا لمياه الشرب قطع للطريق الرابط بين مدينة ألاك وبوحديده طلبا لمياه الشرب وقد سعى نظام الرئيس ولد عبد العزيز إلى مواجهة الظاهرة من خلال إنشاء تجمع سكني في منطقة بورات شرق المركز، غير أن مشكل المياه يبقى من أبرز المشاكل المطروحة لسكان التجمع حتى الآن.

 

وتقول السلطات الرسمية إن اكتمال مشروع "فم لكليته" الذي بدأت أشغاله في 16-04-2012- سيساهم في حل جزء كبير من مشاكل المياه في المثلث.

 

[نساء وأطفال شاركوا في الوقفة وهم يرفعون حاويات المياه الفارغة تعبيرا عن حجم معاناتهم جراء انعدام المياه (الأخبار)] نساء وأطفال شاركوا في الوقفة وهم يرفعون حاويات المياه الفارغة تعبيرا عن حجم معاناتهم جراء انعدام المياه (الأخبار)جاور الماء تعطش

 

وتصدق مقولة "جاور الماء تعطش" على عدد من التجمعات السكنية الواقعة على مقطع طريق الأمل الرابط بين مدينتي ألاك ومقطع لحجار حيث تمتد أنابيب المياه القادمة من منطقة بوحشيشه شمال ألاك.

 

وبالرغم من برمجة أبرز تلك التجماعت في دراسة المشروع الأكبر من نوعه بالولاية إلا أن السلطات قررت عدم فتح أي نقطة لأي تجمع سكني عدا مدينة شكار وعللت القرار بانتشار ظاهرة التقري الفوضوي.

 

[عمد سكان القرى الرابطة بين مدينتي الاك ومقطع لحجار إلى تفجير الأنابيب للحصول على مياه الشرب وهو ما أحدث أزمات عطش خلال الفترة الماضية في مقطع لحجار (الأخبار)] عمد سكان القرى الرابطة بين مدينتي الاك ومقطع لحجار إلى تفجير الأنابيب للحصول على مياه الشرب وهو ما أحدث أزمات عطش خلال الفترة الماضية في مقطع لحجار (الأخبار)وقد لوحظ انفجار بعض الأنابيب تزامنا مع عز ارتفاع درجات الحرارة وهو أمر فسرته الجهات الحكومية بقوة الضخ، غير أن مصادر سكانية محلية تتحدث عن فعل فاعل وراء الأمر، مشيرة إلى أن قوة الضخ تبلغ ذروتها في فصلي الخريف والشتاء حيث يتراجع استخدام المياه ولم يسجل انفجار أي أنبوب في تلك الفترات.

 

وتعتبر قرى صنكرافه واخريزت كيمي من أكثر المناطق تضررا من نقص المياه في مقاطعة مقطع لحجار، حيث شهدت صنكرافه في الأعوام الأخيرة ميلاد حراك شبابي يطالب بتوفير المياه والكهرباء وإنهاء حالة التهميش.

 

[احتجاجات سبقة بصنكرافه عنوانها الأبرز هو العطش (الأخبار)] احتجاجات سبقة بصنكرافه عنوانها الأبرز هو العطش (الأخبار)حلول غير دائمة

 

وبالرغم من تجدد الأزمات في الأماكن ذاتها كل سنة فإن السلطات الرسمية اعتمدت سياسة الحول المؤقتة للتعامل مع الأزمات وتقديم تطمينات ووعود للسكان لاحتواء غضبهم في انتظار أن تتهاطل الأمطار ويتراجع الطلب على المياه.