استهداف المحاظر ضمن مسلسل الغزو الفكري! خديجة سيدينا

-A A +A
سبت, 2015-07-25 11:11

كانت موريتانيا عصية على المستعمر بسبب محاظرها العتيقة ولم يستطع المستعمر مسخ ثقافتها ولا التأثيرفي دين الموريتانيين قيد أنملة حتى خرج محبطا فاشلا فى ترسيخ ثقافته ونشرها فى هذه الربوع ،بيد أن تراجع النظام المحظري والمنظومة التربوية من بعد ذلك أدَّى إلى فقد تلك الحصانة وأصبحنا عرضة لكل طامع متربص، فبدأوا الغزو تدريجيا مستغلين حاجة الدولة والمواطنين للتمويلاتهم، وتجلَّى ذلك أكثر بعد التعامل مع المؤسسات النقدية الدولية حيت بدأت تفرض شروطها،ومن الأمثلة ذات الصلة وفى سنة 2000 عرض البنك الدولي تمويل تكوين الأساتذة المساعدين فى المدرسة العليا للأساتذة وموَّل التكوين فى كل التخصصات إلا التربية الإسلامية رفض أن يكوِّن أساتذتها، حينها كان القائمون على الشأن على علَّاتهم أكثر تفهما لنواياهم، مع حاجتهم الماسَّة لذلك التمويل، وربما أكثر حرصا على الهوية، فتولَّت الدولة تمويل تكوين أساتذة التربية الإسلامية، وبما أن المستوى الثقافى فى تناقص التام والضمير يتضاءل يوما بعد يوم لينتج جيلا لا يؤمن إلّا بمصالح الضيقة أصبح أعداء الثقافة والدين يمررون مخطّطاتهم بسهولة ولا يجدون من يحتمي لهوية البلد وثقافته بل أصبح من بيننا من يتاجر بها وحتى بدينه من الشباب التائه فنشطت المنظمات التنصيرية التى تغلغلت فى أعماق المجتمع تبث سمومها تحت غطاء دعم التنمية فى التجمعات المحلية وتارة دعما للمهمشين من الفئات باثَّة التفرقة حتى أصبحنا على ما نحن عليه من تفكيك للنسيج وإنتشارا للتنصيرو الإلحاد وإسهداف مقدَّساتنا وتشويها ومحاربة لمحاظرنا فخلَّف ذلك الغزوجيلا لا يؤمن بالوطن ولا الهوية أُوكلت إليه مهمَّة تنفيذ مخططاتها فخرج العمل من طور السرِّية إلى العلنية, فها نحن نشاهد شبابا من أبنائنا الأقحاح يتهم جامعات الصحراء المحظرية بصناعة الإرهابيين، بالتزامن مع توزيع الإنجيل فى ولايتين من انواكشوط وقبل ذلك من سبُّو الذات الإلهية والرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم ولا أحد يقف فى وجه هذا المخطط بل يسايره وتجلّى ذلك فى تمرير بعض القوانين فى البرلمان غير واضحة المدلول، كما تم تقيلص مادة التربية من مناهجنا وأصبح فى منتخبنا الوطني لاعب مسيحي ولدينا ضابط طيار أيضا مسيحي! فاليعلم الجميع أننا مهددون فى هويتنا وثقافتنا وديننا وبلدنا تتلقَّفه الأمواج والحل الوحيد لبقائنا هو أن يتوجَّه الجميع إلى المحاظر كبارا وصغارا وأن نعمل على إنتشارها فى كل مكان وخصوصا بعد إندثار منظومتنا التعليمية الحديثة وإلَّا فالزوال لا قدَّر الله هو المصير المحتوم.