ذات "ربيع عربي" ملتهب ينبت الخراب ويحصد الموت قررت قوى المعارضة الموريتانية الدخول فى اعتصام مفتوح فى ساحة "جامع ابن عباس" تعهدت بعدم فضه حتى يرحل "عزيز" كما رحل"مبارك" و"بن علي"احتشد الآلاف فى الساحة من بينهم شباب متحمسون يلهبهم "حماس" الربيع وقد ارتدوا أقمصة مميزة وجمعوا بعض الحجارة والمفرقعات البدائية الصنع واستعدوا للمنازلةمع ساعات الليل الأولى تدخلت قوات الأمن بسياراتها وصهاريجها وكلابها المدربة ومسيلات دموعها قال الضابط المكلف بفض الإعتصام لزعماء المعارضة " لدي أوامر صارمة ومحددة بفض الإعتصام ولذلك أعطيكم فرصة تحددون مسافتها الزمنية لفض الإعتصام سلميا فلست هنا لمواجهتكم أوإيذائكم وإنما لفرض السكينة وبسط الأمن وفقا لأوامر عليا"عقد اجتماع عاجل واستثنائي رأى فيه بعض القادة المتحمسين أنه لابأس فى التصدى لقوات الامن فالشباب جاهزون والإنسحاب سلميا يستبطن جبنا وانتفاخ سحر لايليقان بالمناضلين وأصحاب القضايا العادلة ورأى قادة آخرون تمديد المفاوضات مع الضابط للبحث عن طريقة يستمر بها الإعتصام دون حدوث احتكاك بين المعتصمين ورجال الأمن كان الرئيس أحمد ولدداداه كعادته مشغولا بترتيل القرءان بخشوع وكأنه فى عالم آخر ليس فيه كل هذا الاحتقان والتوترتدخل أخيرا وقدعلت اصوات القوم وبدا أن أصحاب خيار المواجهة هم الأكثر ضجيجا وحماسا قال أحمد ولد داداه بهدوئه المعهود " قرار فض الإعتصام سلميا صعب ومرير لكنه ضروري فأنا شخصيا لن أنام قرير العين عندما يصاب أي شاب من هؤلاء أورجل امن من اولئك بأبسط جرح ولايمكننى تحمل مسؤولية مواجهة سيكون ضحاياها فى النهاية مواطنون موريتانيون بغض النظر عن كونهم مدنيين أوعسكريين لا أحب رؤية الدماء ولا أستطيع أن ارى أسرة مفجوعة فى ولدها ولذلك فإننى أعلن ان مناضلى حزب التكتل وأنا المسؤول عنهم سينسحبون الآن حقنا لدماء كل هؤلاء وهذاقرار شخصي إن رأيتم ان يكون جماعيا فذلك افضل وإلا فلكل حزب الحق فى القيام بمايراه لازما وعقلانيا وحكيما فى هذه اللحظة الحرجة"كان طبيعيا ان انسحاب مناضلى التكتل يعنى فض الإعتصام فهم الأكثر حشدا ونفوذا وحضورا ميدانيافى مثل هذه المواقف تظهر معادن الرجال وتمتحن وطنيتهم وطيب أرومتهم وتدينهم الأصيل ويختفى أصحاب العنتريات والعزة بالإثم والشعارات الرنانةيومها حقن أحمد ولدداداه دماء كل أولئك الموريتانيين من مدنيين وعسكريين ومنع حدوث فوضى كان البعض يريد ركوب موجتهاتحية للرئيس احمد ولد داداه لوكان فى "رابعة" رجل مثله حكمة وإخلاصا وطنيا لما كانت تلك المجزرة المروعة
حبيب الله أحمد
