إفلاس خطاب الليبراليين العرب!

-A A +A
اثنين, 2015-08-17 17:22

إن الدافع لهذا المقال هو الحالة المتردية في الإفلاس التي وصل إليها خطاب الليبراليين العرب في الفكر والممارسة جعلتهم يتحالفون مع أعتى الديكتاتوريات في العالم العربي - مصر نموذجا- حيث تحالفوا مع كافة القوى الرجعية من عساكر وقوى أمن وعجزة الدولة العميقة والقوى الدينية المتخلفة (صوفيين – سلفيين)،

وما تونس ببعيدة عن نفس المسار إلا أنها كانت عن طريق صناديق الاقتراع.

 

أما مصر فكما هو معلوم فإن الشباب  من قواد حملة تمرد وعجزة الناصريين هم أول من رفع شعار (كمل جميلك!) للطاغية السيسي أي جميل بالله عليكم انقلاب أسود وقتل حوالي ثلاثة آلاف شهيد في ميدان (رابعة العدوية – والنهضة) وعزل رئيس شرعي منتخب لم يكمل أكثر من سنة في منصبه افتعلت له مئات المشاكل وحورب بأعتى وسائل الحرب الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية من الداخل المصري ومن الشرق والغرب وشنت عليه الحملات الإعلامية  المغرضة والمفتعلة وهيج عليه الشارع وبقي مع ذلك متشبثا بمبدء الحرية الاعلامية والسياسية والفردية واحترام اتفاقيات مصر الدولية حتى مع أعداء الدين والوطن – الكيان الصهيوني – فلم يشفع له ذلك فانقلب عليه وعلى الديمقراطية التي أتت به وزج به في السجن هو وكوادر حركته وحتى أنصاره من التيار الشعبي العام ولم تسلم حتى حرائر مصر والفتيات والفتيان القصر من المعبرين عن غضبهم في المظاهرات السلمية من الضرب والتنكيل والقتل وإتباعهم لسلفهم جنبا عن التحرش بهم والبعض الآخر (...!؟).

 

مصر الآن يوجد في سجونها المعلومة أكثر من خمسين ألفا من سجناء الرأي والشهداء والمفقودين حدث ولا حرج والليبراليون المصريون والعرب ما يزالون يدافعون عن النظام السيسي المغتصب ويعلنون دعمهم له  على الملأ على شبكات التواصل الاجتماعية وعلى الشاشات وعلى صفحات الجرائد والصحف العربية جنبا عن ممارسة إدارة مؤسسات دولة  الظلم والطغيان.

 

أما سوريا فنظام عروبي قومي مدني كما يعبر عن نفسه يترأسه شاب بعثي أبا عن جد درس في الغرب وتربى على مبادئ عفلق  يكفر بكل شعارات القومية  العربية  الاشتراكية إلى آخر الأغنية! ويقتل ثلث شعبه ولا يزال متشبثا بالسلطة على رقعة (20%) من سوريا العروبة رحم الله شاعر الحرية والحب نزار لو كان حيا  لبكى دما وشعرا وانتحر على اسوار دمشق مع الثوار وحتى مع داعش وجبهة النصرة!!

 

أما عندنا هنا في موريتانيا فيوجد بعض الحياء من بعض النخبة السياسية من الدعم المباشر والدعاية (...!) غير أن النظام الحاكم بموريتانيا يتاجر بمواقف الشعب الشنقيطي الأصيل ويأخذ ممن يعطي أكثر ولا ننسى مشكلته المفتعلة التي حاكها كسبب لإغلاق جمعية المستقبل ذات التوجه الإخواني والتي فرح بها النظام المصري وعنونت على الصحف المصرية بمانشتات عريضة كضربة لإخوان موريتانيا وأخذ مقابل ذلك تمويلات من مؤسسات مالية ذات علاقة بالنظام السعودي لكنها توقفت وللأسف؟؟! بسبب الحرب السعودية الشعواء على اليمن.

 

ولعل الزيارة الأخيرة لرأس النظام الموريتاني لمصر هي مقابل إدرار الضرع السعودي عسى ولعل أن ينتج عن ذلك حلبة مالية دافئة لكن ما هو إلا فواق ناقة  وينقلب السحر على الساحر وتنكشف أوراق الزيف ويظهر جليا مدى إفلاس الخطاب الليبرالي العربي والوطني وكفره وردته عن مبدأ الحرية  وعن كل ما كان ينادي به وينظر له من حرية وديمقراطية ودولة مدنية وتنمية و(جنة ليبرالية!!؟) مزعومة لم يجد منها المواطن العربي  المسكين إلا البطالة والقمع والجوع والعري والجهل والمرض وأخيرا الموت عن طريق البنادق والدبابات العربية  وإما عن طريق اليأس من التغيير  والإصلاح وحتى الوصول إلى اليأس من الحياة ثم الانتحار...!

 

عفوا على الإزعاج أشكركم وإلى لقاء آخر.