مقترحات لإنقاذ نواكشوط .. / باباه ولد محمد الحافظ

-A A +A
أربعاء, 2015-09-02 09:23

العاصمة في خطر والحل قد يكون في زحف الرمال الممنهج

_تتعالى اليوم في وسائل إعلامنا أصوات ضمضمية تؤكد اختفاء عاصمتنا الجميلة , بإذن الله والمهددة بفعل القائمين عليها ’ عمدا أو جهلا , وقد استحوذ الخوف والشعور بالحاجة الملحة في البدائل غير المتاحة , على الناس’ ولم ينتج عن الحاجة اختراع ولا عن الخوف حيطة أو حذر. فلم يبق والحالة هذه إلا أن نستعيد ثقتنا بالله ’ وأن نتلمس طريقنا للعمل الجاد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه, وسأقتصر هنا على تقديم الملاحظات والاقتراحات التالية لمن يهمهم الأمر:

أولا الملاحظات :

- لم تتعرض العاصمة منذ الاستقلال للغمر’ وهذا يستبعد عنصر المباغتة المزعوم , ولم يكن الغمر الذى عرفته المنطقة ’ على فترات متباعدة ’ كارثيا بالمره ’

- الارتفاع النسبي في تراكمات الأتربة ’ الى الحد الذى اضطر معه الكثيرمن أصحاب المنازل إلى تحويلها إلى طوابق إرضية , مع أن المنازل المتأثرة بهذه الظاهرة لا مقارنة بينها وبين تلك المتأثرة بارتفاع مستوى المياه’ والكل يعود إلى سوء التخطيط والتنفيذ عند البناء, - لا يكاد القاطن القديم للعاصمة يلاحظ تحولا كبيرا يدعوا إلى القلق ’ على الأقل ’ من حيث التضاريس المرئية ’

- حقيقة أن الكثير من دول العالم تقيم بعض مدنها ومنشآتها على البحار والمحيطات عن طريق الردم الفني المناسب’ فما مشكلتنا نحن ومدينتنا لم تزل ’ ولله الحمد ’ على اليابسة ؟ ’

- حقيقة أن نسبة الملوحة المرتفعة في الماء المتسرب تنتمي بطبيعتها إلى الكتلة الصلبة المراد تدعيمها في حالة التدخل المطلوب,

- ارتفاع أسعارالقطع الأرضية في الأماكن المرتفعة بالنسبة لمثيلاتها في المواقع المنخفضة, مع اتحادهما في المستوى الخطي للمياه, يعود إلى ارتفاع منسوب الرمال الزاحفة,

- التأكيد على أهمية تثبيت الرمال والأحزمة الخضراء, مع ضرورة اعتبار خصوصية المكان والزمان والظروف الافتصادية والاجتماعية,وحتى السياسية لكل موقع, فمنطقة الواحات, مثلا, لا يمكن تنميتها الا بحمايتها من زحف الرمال والا دفنت مع الأسلاف,

- لا يفكر عاقل في أن الدولة تنفق أموالها ووقتها في إغراق عاصمتها’ فإذا ثبت لها ,علميا, أن حث الرمال أفضل من تثبيتها وليس العكس, فستكون أول المستجيبين لما فيه صالح البلاد والعباد.

ثانيا الإقتراحات :

- التوقف الفوري عن الانفاق على تثبيت الرمال عن شرق وشمال العاصمة ’ - التوقف النهائي عن الانفاق على سحب المياه التي لا تسحب اليوم الا لتعود غدا ’

- صرف تلك الأموال المخصصة لهذين البندين’ والسابحة عكس التيار’ على حث الرمال’ بدل تثبيتها ’ في اتجاه نصف الدائرة المنخفضة التي يقع بعض أحياء العاصمة بها’ وردم المستنقعات ’ بدل سحب مياهها ’ بتراب الكثبان الرملية الخالية من الأملاح ’

- العمل على تقوية وصيانة الحاجز الرملي الساحلي على امتداد قطر الدائرة المهددة ’ عن طريق حث الرمال في اتجاهه ’ والتدخال المباشر لسد ثغراته ’ وتشجيره بالشجيرات الملحية الملائمة بالكثافة المعتادة ’ومنع استخدامها كوقود

- إقامة صرف صحي يعتمد نظام المحطات ’ لمعالجة مشكلة الانحدار’ - إنشاء شبكة ري حضرية قادرة على حفظ الماء ومنعه من التسرب ’

- تفعيل أنظمة الرقابة على الشواطئ وتسييرها تسييرا معقلنا يضع عنصر الحماية على رأس الأولويات ’

- تفعيل المخطط العمراني المزمع , الذي يجب أن يستجيب للحاجة الماسة إلى تأهيل الأحياء المهددة’ وتوجيه التمركز العمراني إلى الأذرع ذات الارتفاع الآمن ’ والقضاء على المبادرات العشوائيىة والتسيب ’

- وضع خطة للبدائل التي قد تتطلبها المتغيرات, كالقنوات والسدود وخلافه..

- وقبل هذا وبعده ’ يجب على المهتمين بإنقاذ ثلث البلاد ’ اقتصاديا وبشريا ’ وضع دراسات شاملة يتم التصرف على ضوئها ’ مع الاستعانة بشركائنا الدوليين والاستئناس بتجارب الدول التي لها أوضاع مشابه ’

- البدء بتدخل نموذجي في أحد الأحياء المتضررة للحصول على نتائج فاصلة, وتكفي زيارة متمعنة ,لأي حي متضرر, للتأكد من نجاح تدخلات الخواص التي قاموا بها لتأهيل منازلهم رغم ضعف الوسائل, فما ذا سيكون عليه الأمر لو تدخلت الدولة وما أدراك ما الدولة؟

- تسيير ومتابعة هذا النوع من المشاريع من طرف جمع يستحيل تواطؤهم على سوء التسيير’ وأن توفر لهم الوسائل والمحفزات التي تمنعهم ’ حتى ’ عن التفكير في ذلك. ثالثا تساؤلات طبيعية وأجوبة بديهية :

- ماذا يفعل سكان المناطق المنخفضة إذا ارتفع مستوى الردم ؟ على الدولة أن تتحمل أعباء إعادة التأهيل ’ وسيظل وضع صاحب المنزل أفضل من وضعه في عاصمة جديدة ليس له فيها ما يبني عليه ’

- ماذا يفعل أصحاب الأملاك المتضررة من زحف الرمال ؟ هؤلاء لا يختلفون في شيئ عن سابقيهم ’ غير أن الدولة تخلت مجبرة ’ عن حمايتهم من زحف الرمال للمحافظة على عاصمة البلاد ’ بما يعنيه ذلك..’

- ماذا عن الشوارع المعبدة التي ستغرق أكثر كل ما ارتفع مستوى التربة ؟ هذا هو الوقت المناسب لتصليح الخطأ ووضع الطرق من جديد في المستويات المناسبة ’ وإقامة شبكة جسور تحل مشكلة الصعوبات الحاصلة في حركة السير, ولا تتأثر بالمتغيرات الظرفية

- ولعل السؤال الأكثر إلحاحا هو من أنت أيها الكاتب حتى تتجرأ على تناول هذه الإشكاليات الكبيرة والمعقدة ؟ هذا السؤال في غاية الصعوبة والإحراج ’ فليس لدي ما أعرف به نفسي مما يهم القراء الكرام , ومع ذلك ’ فلا نكرة مطلقة ’ فالفرد يعرفه ذووه . وعليه فمن عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا باباه بن محمد الحافظ رئيس مكتب الوسيط للخدمات والأشغال العامة ’ كنت مسؤولا باتحاد بنوك التنمية السابق عن المأموريات التالية: رئيس قطاع المتابعة والدراسات

- مدير نظير القروض الزراعية

- مستشار مكلف بالتمويلات والعلاقات الخارجية ’ قاطن بانواكشوط من بداية السبعينات ’ خبير معتمد في مجالات عدة ’ ساهمت في الكثيرمن التظاهرات المحلية والإقليمية والدولية ذات الصلة ’ قضيت فترة طويلة في إيران اطلعت فيها نسبيا على تجربتها في مجال تثبيت الرمال والعمل التطوعي..

إن هذا التعريف قد يشفع لي عندك ’ أيها القارئ العزيز’ فإذا لم أوفق في الطرح ’ فلست على الأقل’ متطفلا على الموضوع ’ وكلي ثقة بأن جميع الحلول الممكنة تمر’ حتما ’ بالمقترحات المقدمة في جوهرها ’ والله ولي التوفيق . وإليك أيها القارئ هذا الكاف ليبقى عالقا بالذهن : الل خايف يغرك شِكيس الا كديَ والل زيرَ والل كَذبنِ كاع إقيس اعلَ نوح افذيك السيرَة

باباه محمد الحافظ