نص خطاب الوزير الأول في حفل افتتاح الجلسات التمهيدية للحوار

اثنين, 2015-09-07 18:29
الوزير الاول : يحي ولد حد امين

نص خطاب الوزير الاول المهندس يحي ولد حدامين اليوم في قصر المؤتمرات ، بمناسبة حفل افتتاح اللقاء التشاوري التمهيدي الموسع للحوار الوطني الشامل.

"السيدات والسادة الوزراءأصحاب السعادة السفراء وممثلو الهيئات الدوليةالسادة المنتخبون السادة ممثلو هيئات المجتمع المدني السادة ممثلو الهيئات النقابية والمهنية أيتها السيدات أيها السادة يسعدني، وأنا أشرف في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ بلادنا الغالية، على حفل افتتاح اللقاء التشاوري التمهيدي الموسع للحوار الوطني الشامل، أن أرحب بكم وأشكركم على مشاركتكم في هذا الحدث الهام.أن فضائل الحوار عديدة جليلة، فهو أولا وقبل كل شيء خلق إسلامي رفيع يقوم على التزام الحسنى في المجادلة والمعاملة.

وهو سلوك إنساني راق تقاس به مدنية الأمم والمجتمعات وأهليتها للفعل الحضاري الخلاق والبناء.وهو بصورة أدق ارتقاء بالخطاب السياسي من درك الجدال العقيم والعناد المذموم والأنانيات الضيقة إلى الأفاق الرحبة للنقاش العقلاني المثمرعلى أرضية تسع الجميع، لاتقصي ولاتلغي أحدا، لأنها بكل بساطة تحتاج إلى كل أحد.هذه هي الروح التي نلتقي عليها اليوم، تجسيدا للرؤية المستنيرة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الذي لم يفوت مناسبة للدعوة لحوار وطني مفتوح يشارك فيه جميع الفاعلين السياسيين خدمة للمصلحة العليا للبلد.وقد شكلت محطات حوار سنة 2011 مع أحزاب المعاهدة، واللقاءات المتكررة في شهر إبريل الماضي مع المنتدي، واللقاءات الثنائية مع العديد من الأحزاب الوطنية ومع ممثلي المجتمع المدني، معالم بارزة في هذا المسار الذي يتوج اليوم بإطلاق اللقاء التشاوري التمهيدي الموسع للحوار الوطني الشامل.أيتها السيدات أيها السادةإن ضمان ثبات بلادنا على السكة الصحيحة الآمنة، التي تجنبها العواصف الهوجاء التي عصفت - وتعصف كل يوم - بدول تبدو في ظاهرها قوية ومتماسكة، مرهون بوعي نخبنا السياسية والنقابية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية بأن النهج الأنجع لتدبير شؤون الوطن وبناء المستقبل الزاهر هو نهج الحوار والشراكة.

وينبغي لهذا النهج أن يبنى على مرجعية توافقية تحدد الثوابت الوطنية الجامعة، وتكرس الحق المتبادل في الاختلاف، وتستثمره في تجذير وصون الحريات العامة وترسيخ قيم الديمقراطية وتوطيد الحكامة الرشيدة تعزيزا لتماسك لحمتنا الوطنية وحفاظا على أمن بلادنا واستقرارها ومناعتها..

وفي هذا السياق نوجه من خلالكم اليوم دعوة صادقة لا لبس فيها لكل الفاعلين السياسيين وممثلي المجتمع المدني والهيئات المهنية والنقابية وقادة الرأي في البلاد، للمشاركة في حوار وطني شامل، بدون شروط مسبقة، توفر له الحكومة كل فرص النجاح المطلوبة.

ونؤكد لكم بهذه المناسبة، عزمنا الصادق وإرادتنا القوية في التجاوب بصدور رحبة وعقول مفتوحة، مع كل ما يطرح على طاولة الحوار من آراء ومقترحات بناءة.كما نعبر لكم عن التزامنا التام بتنفيذ كل ما سيفضي إليه من نتائج.

أيتها السيدات أيها السادة

إن الأمل يحدونا اليوم أكثر من أي وقت مضى في زوال كل العقبات التي ظلت تحول دون إرساء شراكة حيوية بين مختلف أطراف الطيف السياسي الوطني، مما سيفتح الباب واسعا لتضافر جهود كل الفاعلين المخلصين - كل من موقعه وبحسب طاقته - في سبيل تحقيق شروط نهضة وطنية نستفيد جميعا من ثمارها وتمتد بركاتها إلى أجيالنا القادمة.

وعلى هذا الأمل المشروع، أعلن على بركة الله انطلاق اللقاء التشاوري التمهيدي الموسع للحوار الوطني الشامل، سائلا الله العلي القدير أن تكلل أعماله بالنجاح.والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".