
تحقيق/ س.أ/ لم تمنعها عزلتها في أعماق الشمال، من أن تصبح يوما مدينة تشد أنظار الجميع، فرغم أن الجغرافيا حرمتها من أن تكون جسرا نابضا لوجودها على القرب من مدينة المعادن "الزويرات" و على تماس حدودي نوعا ما مع الصحراء الغربية، إلا أن موقعها الميت فرض عليها العزلة لتعيش بصمت و كأنها تنتظر حدثا و أي حدث قد يعيدها يوما إلى واجهة الأحداث.
أفديرك الحامية العسكرية و المدينة الوادعة الصغيرة، كانت على موعد مع أحداث غريبة وغامضة لم تعهدها من قبل.
و أهل أفديرك الطيبون يعيشون هذه الأيام في قلق غير مسبوق من "حرائق غامضة" تسببت حتى الآن في حرق أكثر من عشر منازل.
لا أحد يعلم من المسؤول عن نشوب هذه الحرائق، ولا متى ستنتهي؟!
الكل في ذهول من ما يجري.. والسلطات التي استنفرت جهودها للكشف عن الفاعل الحقيقي، تلوذ بصمتها عاجزة عن القبض على المجرم.
أو لكأنها تنتظر حدوث معجزة تغير التكهان والشائعات التي تغذي خوف السكان من المجهول.
وأمام هذا الغموض يبقى الكشف عن سر تكرار هذه الحرائق، امرا مطلوبا بأي ثمن.
اللغز المحير؟!
تتقول بعض المصادر إن من بين الفرضيات المتداولة لأسباب الحرائق المجهولة، توفر مادة قابلة للإشتعال يقوم المجرم المفترض بسكبها على المكان المستهدف، ثم ينسب دون أن يلاحظ شخص فعلته، لتشعل المادة بعد ربع ساعة.
ويذهب البعض الآخر إلى أن الموضوع له علاقة بالعفاريت والجن..
وأمام هذين الإحتمالين يسأل السكان عن السر وراء هذه الحرائق؟ ولماذا افديرك دون غيرها؟
وهنا يشكل التعتيم المستمر لدور السلطات وعملها في سبيل كشف غموض يزداد كل يوم غموضا أكثر، قطب الرحى في الفشل التام حتى الآن في الإمساك بالمتسبب في الحرائق.
غير أن حادثة سابقة جرى هي الأخرى عليها تعتيم من قبل السلطات الإدارية و الأمنية في بوغي بولاية البراكنة، تعيدنا إلى تجميع فصول مشابهة لما يحدث اليوم في مدينة افديرك.. فقد ابتليت مدينة بوغي هي الأخرى قبل سنوات بحرائق منازل بثت الرعب في السكان المحليين.
، وشكلت الدولة وقتها غرفة عمليات للتحقيق في أسباب هذه الحرائق دون أن تعثر على منفذها.. وحينذاك طرحت فرضية "العفاريت" فاستقدمت بعض المشتغلين ب "لحجاب" من ألاك وآخرين من بوغي.
كان إجراء غريبا لكنه كشف عن الخيط وراء تلك الحرائق، فقد أوضحت نتائج "لحجاب" أن السبب وراء الحرائق هو "عفارت الجن"، وتروي الحكاية أن نفرا من المدينة قطعوا أغصان شجرة كبيرة ظلت لعقود في أحد أحياء المدينة كان يسكنها بعض العفاريت، مما جلب عليهم غضب الجن واستهداف كل منزل قطع أحد السكان المتضررين منها غصنا.
هذه الحكاية بغض النظر عن وجاهتها.. تبقى فرضية أمام عجز السلطات في افديرك حتى الآن عن التوصل إلى مسبب الحرائق التي يتزايد ضحايا.