نص خطاب عمدة بلدية ألاك محمد ولد اسويدات

اثنين, 2015-11-23 19:45

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم

الإخوة أعضاء المجلس البلدي

زملائي العمد ضيوفنا الأعزاء 

أيها الجمع الكريم سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته،

السادة المستشارين اسمحوا لي في البداية باسمكم وباسم ساكنة ألاك أن أرحب بالضيوف الأكارم وفي مقدمتهم الإخوة والسادة العمد الذين حضروا معنا اليوم في ألاك لمشاركتنا أفراح هذا الحدث التاريخي العظيم في تجسيد رائع وجميل للإرادة الجادة والعملية لتبني هكذا نهج والعمل على تفعيله وتطبيقه

السادة المستشارين

السادة العمد

ضيوفنا الأعزاء

أيها الجمع الكريم

 

يلتئم جمعكم هذا والبلاد تستعد للاحتفال بذكرى الثامن والعشرين من نوفمبر ذكرى ميلاد الدولة وتأسيس الجمهورية وإعلان قيام موريتانيا الحديثة، وبهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا أتوجه إليكم جميعا شبابا وشيوخنا ونساءا بأحر التهاني وأصدق الأماني راجيا أن نستخلص العبر من مسيرتنا الحافلة بالعطاء لنزداد حرصا على استقلالنا الوطني وغيرة على حوزتنا الترابية وتمسكا بثوابتنا المتمثلة في ديننا الحنيف ووحدتنا الوطنية وقيمنا الحضارية.

 

وهي مناسبة أيضا لنترحم على شهداء المقاومة الأبطال الذين رووا بدمائهم الزكية ربوع هذه الأرض وهم يقارعون الاستعمار في ميادين الإباء والعزة ضاربين بذلك مثالا يحتذي في التضحية وحب الجهاد في سبيل الوطن

 

الرحمة والغفران أيضا على أرواح من قضوا نحبهم من الآباء المؤسسين الذين بذلوا كل غال ونفيس لبناء موريتانيا الفتية بكل ثقة وثبات وعزيمة رغم صعوبات الظرف فحولوا حلم ومشروع الدولة المستقلة ذات السيادة الكاملة إلى واقع نعيشه اليوم

السادة المستشارين

السادة العمد

ضيوفنا الأعزاء

أيها الجمع الكريم

 

لقد قطعت بلادنا خلال السنوات الماضية خطوات هامة على طريق الحريات والنماء والتقدم وعبر تحرير الفضاء السمعي البصري وتكريس الممارسة الديمقراطية والفصل بين السلطات وتعزيز الحكامة الرشيدة وتفعيل آليات الرقابة على الأداء التنفيذي مع فتح الباب واسعا أمام المجالس المحلية للعب مختلف الأدوار المنوطة بها على أرض الواقع

كما اتخذت السلطات العمومية إجراءات عملية لتدعيم ركائز وحدتنا الوطنية وانسجامنا الاجتماعي عبر جملة من الإجراءات والقرارات وتجسد ذلك في تسوية نهائية لملف الإرث الإنساني وإعادة المبعدين ودمجهم في الحياة النشطة فضلا عن إنشاء محكمة للرق ودسترة تجريم العبودية بوصفها جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم هذا مع إنشاء وكالة وطنية للقضاء على آثار الاسترقاق ومخلفاته

إن الترسانة القانونية التي سنت في البلاد خلال الأعوام الماضية من أرقى مثيلاتها في العالم خصوصا ما يتعلق منها بالحريات وتجريم العبودية واستئصال آثار ومخلفات الاسترقاق وهو ما يدعونا إلى السعي الجاد في تطبيق وتفعيل هذه الترسانة بمشاركة جميع المواطنين عبر بوابة المجالس المحلية

وكمساهمة عملية في هذا المجال فإننا في المجلس البلدي بألاك نتشرف بعقد أول دورة مفتوحة لمجلس محلي في موريتانيا تخصص لإحدى أكبر الإشكاليات الوطنية ألا وهي ظاهرة العبودية لما للقضاء عليها من دور في تعزيز وحدتنا الوطنية وتماسكنا الاجتماعي

 

السادة المستشارين

السادة العمد

ضيوفنا الأعزاء

أيها الجمع الكريم

 

إن دورتنا هذه ستناقش تقريرا شاملا ومفصلا عن الظاهرة في الحوزة الترابية للبلدية أعدته لجنة فنية وكان ثمرة لأسابيع من الجهد والعمل الميداني المتواصل اجتمعت خلاله برؤساء الأحياء السكنية وأئمة المساجد ونشطاء المجتمع المدني والشباب والحقوقيين وكل القوى المدنية الحية الفاعلة والمؤثرة في تجربة هي الأولى من نوعها في البلاد نأمل أن تكون فاتحة عهد جديد في تعاطي المجالس المحلية مع الشأن العام والقضايا الكبرى للوطن.

وهنا أنتهز هذه السانحة لأتوجه شخصيا وباسمكم جميعا بالشكر المستحق وكامل العرفان لأعضاء اللجنة الفنية على ما بذلوا من جهد وما برهنوا عليه من تفان وإخلاص في العمل الميداني وما تحلوا به من تجرد وأمانة وإجماع على صياغة مفردات هذا التقرير

الشكر موصول إلي كل ساكنة ألاك وفي مقدمتهم أئمتنا الفضلاء ورؤساء الأحياء وقادة منظمات المجتمع المدني والنشطاء الحقوقيين وكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاز هذا العمل الكبير

 

السادة المستشارين

السادة العمد

ضيوفنا الأعزاء

أيها الجمع الكريم

 

إن قدر مدينة ألاك هو أن تظل رائدة في لعب أدوار ريادية ومشهودة في مختلف المحطات البارزة من تاريخ موريتانيا حين كانت رمزا من رموز المقاومة العسكرية والثقافية ضد المستعمر وحين استضافت أول مؤتمر جمع الموريتانيين في الثاني من مايو عام 1958 ومهد لإعلان الاستقلال

اليوم وبعد سبعة وخمسين عاما من تاريخ انعقاد المؤتمر هاهو التاريخ يعيد نفسه لنجتمع اليوم في المكان ذاته وعلى بعد أيام فقط من حلول الذكرى الخامس والخمسين للاستقلال الوطني المجيد والأمل يحدونا بأن نساهم عبر هذه المبادرة في التأسيس لمرحلة جديدة وهامة من تاريخ البلد تربط حاضره الواعد بإذن الله بماضيه المشرق الممتد لقرون وتضمن لشعبنا الخير والسلام والوئام.

 

السادة المستشارين

السادة العمد

ضيوفنا الأعزاء

أيها الجمع الكريم

 

تندرج هذه المبادرة في إطار الجهود الرامية إلى تجسيد آمالكم وتحقيق طموحاتكم في بناء مجتمع قوي ومتماسك على أسس ملؤها العدل والإخاء والمساواة لأننا ندرك تماما بل وعلى يقين أنكم لستم ترضون أن يكتب التاريخ أنكم جيل أهمل دوره واستكان لضعفه وتخلى عن واجبه

لأننا ندرك تماما بل وعلى يقين أنكم وأنتم بلد الإسلام وأهله لستم ترضون أن تتلقوا دروسا من أي كان في التعامل الإنساني واحترام الآخر ونصرة الضعيف والمظلوم

لأننا وبكل اختصار ندرك تماما بل وعلى يقين أنكم لستم ترضون بهدر ما أسسه الآباء وضحى من أجله الأجداد وغدا سترثه الأحفاد

 

السادة المستشارين

السادة العمد

ضيوفنا الأعزاء

أيها الجمع الكريم

طبتم وطاب مقامكم وأسعد الله أوقاتكم وسدد خطاكم لما فيه خير للعباد والبلاد وأدعو مقرر الفنية المكلفة بإعداد التقرير إلى قراءته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته