وجه رئيس حزب الاصلاح النائب البرلماني محمد ولد احمد سالم ولد طالبنه خطابا بمناسبة المؤتمر الرابع عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب و المنعقد في مدينة الداخلة ، قال فيه إن منطقة جنوب الصحراء و غربها شعوبا و دولا تمر بمرحلة دقيقة من تاريخها و تعيش وضعية تزداد تعقيدا يوما بعد يوم ، و ليس الإرهاب و التدخل الأجنبي و تهريب المخدرات و الأسلحة و الهجرات إلا تجليات لوضع جعل المنطقة منذ سنوات عدة على أبواب مآلات مازالت ملامحها قيد التشكل ، و هي مآلات فيما يظهر من مؤشرات لحد ألان ، منذرة لا مبشرة.
وهذا نص الخطاب :
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
السادة المناضلون و المناضلات المؤتمرون
أحييكم تحية النضال و الإخوة ، و أزف إليكم من موريتانيا تحيات أحبيكم و أهليكم ، و أحرص في البدء أن أعبر لكم أصالة عن نفسي و نيابة عن مناضلي حزب الإصلاح ، عن مشاعر الود و الدعم لأهلنا في الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، و للمناضلين و المناضلات في الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب المظفرة.
السيد الرئيس
السادة و السيدات
تمر منطقة جنوب الصحراء و غربها شعوب و دولا بمرحلة دقيقة من تاريخها و تعيش وضعية تزداد تعقيدا يوما بعد يوم ، و ليس الإرهاب و التدخل الأجنبي و تهريب المخدرات و الأسلحة و الهجرات إلا تجليات لوضع جعل المنطقة منذ سنوات عدة على أبواب مآلات مازالت ملامحها قيد التشكل ، و هي مآلات فيما يظهر من مؤشرات لحد ألان ، منذرة لا مبشرة.
إننا نعتقد أن الأمر على درجة عالية من الخطورة ، و يتطلب منا جميعا الوعي به في المقام الأول ، ثم اتخاذ المواقف و التدابير التي من شأنها أن تجنبنا ما قد تنزلق فيه المنطقة من مسارات كارثية هي اليوم مهيأة له أكثر من أي وقت مضى ، الشيء الذي يؤكد ضرورة استعجال العمل على التدارك : أي أن علينا أن نتصرف قبل أن نستيقظ يوما وقد فات الأوان و لم يعد لنا من الأمر شيء .
إن واقع و موقع موريتانيا و الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية يجعلانهما هذا الثنائي الذي كان في الأصل واحدا ، إنهما اثنان في العدد لكنهما واحد في الجوهر أي شعب واحد في دولتين و كأن لسان حالنا يقول :
و لو نعط الخيار لما افترقنا @@ ولكن لا خيار مع الزمان
نعم إن الأمر يتعلق بمجتمع واحد و تاريخ واحد و مجال و مصير واحد .
أما كونهما في قلب الحدث فنعني به هنا من بين أمور أخرى ، أنهما الأكثر تعرضا خاصة على مستوى الفضائين : الاجتماعي و المجالي في كلا البلدين...
و هو الأمر الذي يرتب علينا معا ، نحن و أنتم خصوصا مسؤولية خاصة فيما يجري على الأرض من أحداث.
فمهما جرب الآخرون و غامرو ، و ألقوا من حبال و عصي فسيظل أهل الصحراء هم أسيادها و لذا ستبقى كما كانت دائما ، عصية في مسكنها و اجتماعها و أمانها على غيرهم .
لقد هاموا بكبريائها فما بخلت عليهم بطاعتها و انضباطها ، منحوها ثقتهم فأعطتهم سرها ، فهم من شقوا مسالكها ، و هم المتجذرون بذكرياتهم الجماعية فيها ، و هم العارفون بكلئها و منازلها و مناهلها .
فلهم وحدهم – بدون منازع – سلطانها و عمرنها.
السيد الرئيس
السادة و السيدات
إننا نعرف و نعترف بأن جبهتكم الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليزاريو) التي انطلقت سنة 1973 لا ينكر اليوم جدارتها و استحقاقها إلا مكابر ، فبفضل إيمان و شجاعة و مبدئية و تضحية أبنائها ، شيدت على مدى أربعة عقود من الزمن مسارا ثوريا ، هي به اليوم منارة لا تخطئها العين ، و معلمة بها يهتدي الثوار ، و المناضلون الشرفاء السائرون في طريق الكرامة و العزة .
و نحن في حزبنا حزب الإصلاح ، إذ ننظر إليها و إلى تجربتها بإعجاب كبير ، فإننا نعلق عليها الكثير من الآمال و نتطلع إلى المزيد من التعاون معها و التعاضد معتبرين أن ذلك يشكل حجر الزاوية في تحمل مسؤوليتنا المشتركة في رفع التحديات و تحقيق المصير الواحد و مواجهة ما تشهده منطقتنا من تعقيدات متزايدة .
السيد الرئيس
السادة و السيدات
اسمحولي هنا أن أحييي بإجلال و إكبار الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ، حكومة و شعبا تحت القيادة الرشيدة للمجاهد الكبير عبد العزيز بوتفليقة ، و أحيي حزب جبهة التحرير ، هذا المعين الثوري الذي لا ينضب.
أجل تحية إكبار و إجلال لأرض الثورة ، أرض المليون و نصف المليون شهيد ، الأرض التي ظلت على الدوام و مازالت تشكل قبلة المناضلين الشرفاء في إفريقيا و الوطن العربي و لكن أيضا على مستوى العالم بأسره ، فكانت لكل الأحرار مهما كانوا و أينما كانوا سندا قويا و مددا فياضا و ذخرا دائما .
إن سكان المنطقة القلقون من ما يحف بحاضرهم من منزلقات و ما قد يحيط بمستقبلهم من أهوال ، تشكل الجزائر اليوم الرئة التي يتنفسون و الذخر الأكيد الذي عليه يعولون .
فلتجد هنا كل الإكبار و الإجلال وكامل العرفان و الامتنان
و في الأخير أتمنى لمؤتمركم التوفيق و النجاح ، و لشعبكم الحرية و الاستقلال .و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .