الأفول..!

ثلاثاء, 2015-12-22 10:21
أحمد ولد الداه

وكأني بنا نقف عند منتهانا , ندرك كل خساراتنا ونتحسر , نندب أيامنا وجميع هزائمنا ولا أرانا ترفع لنا راية , وأي راية ترفع في زمن الكوليرا هذا!يقول أحد المفكرين " يأتي زمان يكون فيه الرأي العام سيئاً جداً" , فبينما تتجلى كل مساوىء النظام وكأن وحي الخراب من تخامره ملكوته , تنحسر وظيفة "مثقفي البلد" في تتبع شائعاته و ترتيب مكتبة أخطائه ثم التعليق على تحليلات "نانا تو باك" في تردي تدرك معه أنك تعاصر أفول مجتمع ما كاد يولد بعد.!قد تجمعك "طاولة مستديرة" مع مشارب فكرية مختلفة هذه الأيام , وتنصت جيداً بحثاً في رؤى الإسلام السياسي عن مكامن الحل .

 تنتظر ربما أن يتحدث "اليسار الموريتاني" لينير طريق من تملكهم الظلام , ليعود لك الصدى تندراً و تهكماً , فتقودك آراء "باي بيخه" وتتلمس عصاك منقاداً وراء عبثيات الشائعة و بدايات "فلان" قبل أن يصبح "بطروناً"!لا أعتقد أن هناك "تيار فكري" , أو "مسطرة مثقفين" تنتهج ذات الخط سوف تحتاج إلى مراجعات تطور معها منظومتها الفكرية بعد سنوات من الآن , ولن تولد بالتأكيد "حركة نقدية" تؤصل ما كان وما سيكون , فلا شيء جديد تحت الشمس!,حركات الكادحين , كل تلك التأوهات الفكرية ذات زمان ترتب عليها ما بعدها , خلقت "مثقفاً موريتانياً" بمعناه العميق , شكلت وعياً , فبعثت ثورياً و مهادناً ثم مراجعاً فناقداً .

 ألمحت إلى تجربة لها ما لها وعليها ما عليها ولكن بالتأكيد كان يجب أن يكون لها ما بعدها في "حركة الوعي" الموريتاني , فكيف تمخض الجبل فولد فأراً!.

 فلعل "صالون العقاد الموريتاني" يتجلى في بعض "المقاهي" و ما يرشح عن الفيسبوك من تدوينات!.

فهناك تكمن أكبر ساحات "الحوار الموريتاني" المعاصر , هناك بلا شك يصنع الموريتاني رأيه ويشكل وعيه السياسي , فليس هناك ضمن منظومة "الخبر و التحليل" من هو أشهر من "مقهى .."

و الصفحات الزرقاء لبعض المدونيين , وبلا شك هذه هي الماكنة المسؤولة عن إدارة الوعي الموريتاني هذه الأيام!, وهي نفسها من تشب وهناً و ضعفاً فبينما تنقاد وراء إعلام –الكتروني تحديداً- مربك ولا يشي بالنخبوية , حولت النخبة المسؤولة عن تركة النقد الموريتاني المعاصر بشقيه السياسي و الإجتماعي والتي منوط بها الإستشراف و خلق الحلول في تجلي لوعي معاصر ينهك الرجعية ليغلب النور على الظلام!,حولته إلى مسخ فكري مخصي غير قادر في سجاله "النخبوي-النخبوي" على ترتيب أولوياته من إستشراف ثم خلق تصور وحلول, بدل أن يكون معلقاً عامياً, فتحولت قهوة المثقف باردة خالية من "الكافيين" و انتشرت ظاهرة "المدون منزوع الدسم" أو "التدوينات الفارغة" قبل أن يستحيل ذلك المدون ليصبح مثقفاً يوجه الرأي العام!. 

ولعلنا إذا ما ذهبنا بعيداً في ظاهرة "التدوين الموريتاني" فلابد أن تستوقفنا ظاهرة "المدون الحزبي" ذلك الذي يتميز بالبعد الأديولوجي والذي من المفترض أن يخوض سجالاً فكرياً عميقاً في تصفية حساباته السياسية , والذي منوط به التعليق بمنتهى الإخلاص حينما يخوض في الشأن العام!.

ولكننا لن نجد سوى "مدون من توجه ما" وهو يحصي أعداد مسيرة أصدقاء الأمس , وآخر يلجم "غلمان توجه ما" ذات تدوينة!

 في محاصصة حزبية من تصفية الحسابات تشعرك بأن صندوق الإقتراع إستحال صندوق قمامة في ذهنية البعض!

مع رسائل أخرى تشي بذهنية سياسية بدائية تحركها "العاطفة الشخصية" حتى حينما يكون "المدون" محسوبا بشدة على توجهه الحزبي!, فكما يقال لا رأي شخصي لمن يدعي أنه يمثل الرأي العام!.

أللا أفول للمذاهب السياسية القديمة و وجوهها التقليدية ليس غريباً فالمجددين ألائك الذين كان واجباً أن ينتزعوا المبادرة لم يمدوا أيديهم بعد .

 الحركة الفكرية الموريتانية الحديثة لم تتمكن بعد من شغل مكانها فمرتادوا مسرحها من دعاة الحرفة كثر , أما الزمن الموريتاني فبلا شك يشير إلى منتصف الليل وعلى أحدهم أن يدق الجرس.