أين نحن مما يحاك من حولنا بشأن غامبيا.....؟

ثلاثاء, 2016-12-13 22:45

فشلت رباعية المجموعة الاقتصادية لدول إفريقيا الغربية (إيكواس) في تقريب وجهات النظر بين الرئيس الغامبي المنصرف يحيى جامي، وغريمه المنتخب أداما بارو؛ بعد تفجر الأزمة الانتخابية التي أثارها تراجع جامي عن اعترافه بالهزيمة.

وقد اجتمعت الرباعية شبه الإقليمية بقيادة كل من الرئيس النيجيري محمدو بوهاري، ورئيسة ليبيريا إيلين جونسون سيرليف؛ بالرئيس جامي الذي أكد لمحاوريه أنه يقترح إعادة فرز الأصوات وإلغاء الآلاف منها باعتبارها غير صحيحة، سجلت في مكاتب فاز بارو بأغلبية ساحقة فيها؛ معربا عن استعداده، عند الاقتضاء لإشراك خصمه في السلطة بطريقة توافقية تضمن بقاءه رئيسا لغامبيا..

غير ان بارو وقادة التحالف السياسي المؤيد له اعتبروا مقترحات جامي "غير مقبولة" لأن الأمر قد حسم بإرادة الشعب وطبقا لقواعد الديمقراطية. انتهى اجتماع قادة "إيكواس" بالرئيس الغامبي المنتخب على وقع انسداد في وساطتهم لحل الأزمة الغامبية؛ ليعقدوا لقاءات منفصلة مع عدد من سفراء الدول الوازنة المعتمدين في بانجول مثل الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، نيجيريا والسنغال.

في هذه الاثناء تزايد الحديث داخل بعض الأوساط الدبلوماسية بمجموعة "إيكواس"، وفي السنغال ـ أساسا ـ عن احتمال طرح خيار التدخل العسكري في غامبيا لإرغام جامي على الانسحاب من المعركة الانتخابية وترك السلطة لمنافسه الذي اعترف بفوزه؛ قبل ان يتراجع عن ذلك.

ومن أبرز السيناريوهات المطروحة، حتى الآن، تدخل قوات من دول "إيكواس" مكونة أساسا من فيالق سنغالية ونيجيرية، بدعم لوجستي من غينيا بيساو؛ فيما تتحدث مصادر أخرى عن احتمال تدخل غربي تحت غطاء مجلس الأمن على اعتبار أن التدخل في غامبيا سيكون تكرارا لسيناريو الأزمة الانتخابية في كوت ديفوار قبل نحو سبع سنوات؛ والتي أفضت إلى اعتقال الرئيس لوران باغبو وتمكين غريمه الحسن وتارا من تولي السلطة، لكن بعد حرب أهلية طاحنة خلفت ما يربو على 3000 قتيل وعشرات الآلاف من المشردين والمفقودين.

بيد أن أوساطا دبلوماسية في شبه المنطقة ترجح أن تكون السنغال أبدت استعدادها لإرسال قوات برية وبحرية إلى غامبيا شريطة أن تحظى بغطاء من مجموعة "إيكواس"؛ مع خشية داكار من استعانة الرئيس يحيى جامي بآلاف المقاتلين من جبهة كازامانس الانفصالية بجنوب السنغال، وكذا بمتردين سابقين من سيراليون يقيمون في غامبيا؛ إلى جانب القوات الغامبية التي ما تزال تدين له بالولاء.

تطورات تجري بوتيرة متسارعة وعلى مستويات رفيعة على مشارف مياه موريتانيا الإقليمية وغير بعيد من حدودها الجنوبية؛ علما بأن الجالية الموريتانية في غامبيا تعتبر الأهم من حيث الدور الاقتصادي والتأثير الروحي والتجاري، ما يتطلب من نواكشوط مستوى أعلى من اليقظة والحضور الدبلوماسي تحسبا لأي تطورات طارئة أو محتملة..

 

 

السالك ولد عبد الله