يوميات ميمونة منت السعد ... (خاص)

-A A +A
اثنين, 2017-02-13 16:52

علي عادتي تصفح الشبكة العنكبوتية في وقت متأخر من الليل بعد انتهائي من واجباتي العملية والمنزلية فوجئت برسائل علي الخاص من نوع لم اعرفه من قبل تأخذ أحيانا طابع صور مخلة بالحياء وأحيانا طابع أسئلة محرجة كانت الي وقت قريب محظورة بين الأزواج بفعل الحياء الفطري الذي جبل عليه المجتمع الموريتاني وقوة الرقيب الاجتماعي لدي الفتاة الموريتانية .

تجاهلت هده الصور تنفيذا للحكم الشرعي فيها واحتياطا من احتمال كونها طعما من قراصنة الانترنت إلا أن حاستي الإعلامية دقت ناقوس الخطر وجعلتني اتسائل هل ردة فعل كل فتاة واجهت هذا الموقف ستكون مشابهة لما قمت به ام لا فتتجاهل هذه السموم التي باتت تهدد بيوتنا وأخلاقنا وسلمنا الاجتماعي .

لقد كان من حسن حظي أن ثورة الاتصالات جاءت وقد وصلت مرحلة من العمر و النضج تجعلني أميز بين الغث والسمين فقصص نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس والمسلسلات المصرية التي كانت من أهم الروافد لجيل التسعينات والثمانيات كانت تمنحنا لقاحا أخلاقيا خاصا فالعبرة التي نستفيدها من كل قصة قرأناها ومسلسل هي أن الرجال بطبيعتهم صيادون وان الصياد يلقي الطعم للسمكة حتى إذا اصطادها ألقاها أرضا والقي شبكته من جديد ليصطاد غيرها وان الفتاه المحافظة في هذه الروايات هي التي تفوز في آخر الروايات وتحظي بالزواج من رجل يحترم شرفها ويقدر أسرتها علي عكس الفتاة الرخيصة سهلة المنال التي تتأثر بمعسول الكلام فهذه يتقاذفها الرجال مثل الأحذية ثم يرمونها عظما مع نظرة ازدراء ترافقها مدي حياتها وينتهي بها المطاف في قاع المجتمع في بيئة مخدرات وانحراف أخلاقي في عالم العصابات والمافيا .

أما فتاة العولمة والتي تفتقت أنوثتها في هذه الأيام فكيف ستكون ردة فعلها ومقاومتها وهل ستكون لديها المناعة اللازمة ضد هذا الداء العضال والمعدي والمستشري بصفه مخيفة ومثيرة للخوف ؟

أسئلة كثيرة طرحتها علي نفسي بل وأرسلتها لبعضهم كجواب علي هذه الصور أو الأسئلة المخلة بالحياء ماذا لو كنت أختك أو زوجتك أو ابنتك واستخدم اسما مستعارا ؟

وكيف يتجرا شياطين العالم الافتراضي علي السعي لإغواء فتيات فتحن صفحات بأسمائهن الشخصية ووضعن معلوماتهن الشخصية وصورهن العائلية لحماية أنفسهن من هؤلاء .

إن دخولي العالم الافتراضي باسمي الشخصي وصورتي العائلية واختار أصدقائي بعناية فهذا يعني أني أردت الملائمة بين عالمي الحقيقي والافتراضي فهل يعقل أن الساعين إلي تدمير أخلاق فتياتنا أن تستخدم الفتيات المحافظات في مثل هذه الممارسات والعياذ بالله ، وماذا لو استجابت هذه الفتاة إنها الكارثة أن نكون وصلنا إلي مرحلة من اللامبالاة وعدم الحرص علي اسم العائلة فأين يكمن الخلل ؟ يباهي الفتي الغيور أصدقاءه قائلا إنني رجل محافظ وامنع أخواتي من الخروج ليلا وسياقة السيارات ولا يدري المسكين انه أحيانا يكون موضع سخرية أصدقاءه الذين قد يمضي احدهم الليل كاملا مع أخته في عالم الفيسبوك واتويتر وسنات ومسانجر وواتساب وتنتقل صورها من هاتف لأخر من ناحية أخري قد يدعي الرجل الشرف ويمارس الضغوط علي زوجته وأخواته وبناته ولكنه في نفس الوقت يعيش حياة مزدوجة من خلال رقم آخر مجهول بالنسبة لأهله يحمل عليه الواتساتب وغيرها من البرامج وباسم مستعار في شبكات التواصل الاجتماعي يمارس من خلاله هوايته المرضية في استدراج الفتيات والسباحة عبر عالم الانترنت المتشعب المشارب دون أن يدري أن الجزاء من جنس العمل فما هي الضوابط الشرعية لاستخدام الشبكات العنكبوتية وما حكم الدخول بأسماء مستعارة ومشاهدو ومشاركو إرسال الأفلام الإباحية ما هي الآثار الاجتماعية والنفسية التي تترتب علي الاستخدام المفرط لهده الشبكات والي أين وصلت الأسرة الموريتانية بعد دخول الانترنت إلي موريتانيا والتفاعل غير المعقلن لشبكات التواصل هل الازدياد المضطرد للجريمة وتطورها في بلادنا خاصة بين القصر له علاقة بالإدمان علي مضمون هده الشبكات ؟ أسئلة تطرحها ميمونة منت السعد من خلال منبر #موريتانيا اليوم# وتحاول ان تجد لها اجوبة شافية عند الفقهاء وخبراء علماء الاجتماع ونجوم السلطة الرابعة في حلقات متتالية.