فقدت آدرار مواسم الزهو السياحي بعد توقف الرحلات الجوية التي كانت تجلب آلاف السياح الأجانب، ومعظمهم فرنسيون قادمون على متن خط جوي مباشر ما بين أطار ومرسيليا؛ كل ذلك تزامن مع تغيير مسار سباق الراليات الدولي الشهير باريس-داكار، ونقله إلى أمريكا اللاتينية بسبب المخاوف الأمنية والنشاط المتزايد لتجارة الرهائن الغربيين في منطقة الساحل الأفريقي.
"سبع سنوات عجاف مرت على هذه الولاية منذ أن أدرجت ضمن الخط الأحمر للخارجية الفرنسية، رغم زوال أسباب ذلك التوجس"، يعلق مرشد سياحي ومالك واحد من النُزلِ السياحية المعروفة في آدرار والتي أصبحت اليوم المهجورة بعد أن غاب زبائنها.
الفاعلون في القطاع السياحي يطالبون السلطات الموريتانية بتفعيل دبلوماسيتها لإقناع الفرنسيين، وغيرهم من الغربيين، بأنه لم يعد هنالك مبرر لبقاء ولايتهم ضمن الخط الأحمر، حيث لم تسجل حوادث ضد الأجانب منذ سنوات عديدة، بحسب ما يقولون.
جهود حكومية..
في مسعى منها لتحريك المياه الراكدة في قطاع السياحة، قررت السلطات الموريتانية تنظيم مهرجان التمور في الولاية لهذ العام، وهو مهرجان يتضمن فعاليات ثقافية وفلكلورية بالإضافة إلى كونه يسمح بفتح آفاقٍ جديدةٍ لتشجيع السياحة الداخلية لاسيما في موسم "الكيطنة" الذي تتوجه فيه العديد من العائلات الموريتانية إلى ادرار لقضاء إجازة الصيف.
اثنان من أعضاء الحكومة تنقلا إلى مدينة أطار من أجل المشاركة في افتتاح مهرجان التمور لهذا العام، وزيرة الثقافة والشباب والرياضة فاطمة فال منت اصوينع؛ ووزير التنمية الريفية إبراهيم ولد امبارك ولد محمد المختار الذي استعرض في كلمته الافتتاحية المكانة التاريخية والاقتصادية لولاية آدرار، ومكانة النخيل بالخصوص في الثقافة الشعبية للولاية.
وأعلن الوزير عن انطلاق برنامج للتنمية المستدامة للواحات بالتعاون مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بكلفة 7,9 مليار أوقية، يستمر على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وقال وزير التنمية الريفية إن المشروع يهدف إلى زيادة المساحات المستصلحة لتصل ألفَ هكتار، بالإضافة إلى إنشاء وحدات للري الجماعي وحفر الآبار والحواجز وتثمين الإنتاج الزراعي الوطني، وفتح أول مصنع للتمور مع مطلع العام المقبل، وتشجيع البحوث التطبيقية المخبرية.
من جهتها أشرفت وزير الثقافة على انطلاق مسابقة في الرماية التقليدية، من بلدية اكصير الطرشان التابعة لمدينة أطار.
وتتضمن فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان التمور أنشطة متنوعة من بينها سهرات في المديح النبوي بالإضافة الى مسابقات أدبية وثقافية، ومسابقات في الرماية التقليدية ومن المنتظر أن تختتم فعاليات المهرجان بتوزيع جوائز على الفائزين في المسابقات.
صحراء ميديا
