علي لمغيفري...سفيرٌ موريتانيٌّ كَاملُ السُّلْطة

-A A +A
أربعاء, 2017-08-30 15:16

دخل علينا ذات جلسة عمل قبل ثلاث سنوات مع أحد الأصدقاء في نواكشوط، سلّم و بادر في شرح بعض الأمور الإدارية لزميله في العمل بكل جدّ و حزْم، تفرّستُ مُحيا الرجل مَليا...فإذا به مألوفا في "آلبوم" ذاكرتي...فتّشتُ و فتّشتُ...ثم أرْجعْتُ البصرَ كَرَّتين نحوه، فإذا به الحكم الدولي "علي لمغيفري" الذي طالما حمل إسم موريتانيا عاليا في سماء المستديرة حول العالم، و لأن منتخباتنا في السابق كانت بلا فَرَس أو أتان، كان علي لمغيفري هو فارسنا الوحيد المجرّب و حامل لواء الوطن في سُوح " دبلوماسية " كرة القدم الدولية، و كان بمثابة إشراقة الأمل لجيل عانى فوبيا الهزائم حتى ظنها كلّ الظن أن لا انتصاراً....وأن تكون حكما دوليا ليست كشرب " سفَتي " في نهار صيف نواكشوط.

على لمغيفري أثناء تحكيمه لاحدى المباريات الدولية في السابق

وقفتُ ثانية تقديرا لرجل أحترمه كثيرا، كاحترامي اليومَ لمنتخبنا الوطني " المرابطون " صاحب التكتيكات المهارية الراقية ، باني الهجمات المتقنة، و مُسجّل الأهداف العالمية التي يجب أن تُدرَّسَ في أرفع أكاديميات كرة القدم الدولية....و بالمناسبة، تحية لك يا "سوداني" و يا "بيقيلي" و يا "شرشورة" و يا " ماغا يوغو" و يا ولد لكور.......

وقفتُ إجلالا له، و على متني ما تنوء به العصبة أُلي القوة من الفخر و الاعتزاز و التقدير للمغيفري، وقفتُ وقوفَ الجُندي المنْهك القوى - بعد أن نفدت ذخيرته و هو محاصر بين كماشات العدو- لقائده حين يعبرُ إليه كاسرا عنه حصار موت مُحَقَّق....

لا شك أنكم تذكرون الفيلم الأمريكي العالمي المنتج عام 1998 من لمسات المخرج المحترف " ستيفن سبيلبرغ " و بطولة المبدع " توم هانكس " إنقاذ الجندي رايان...لقد أنقذ أيضا "لمغيفري" سمعة موريتانيا الرياضية بجهده الذاتي و عرق جبينه، لكن دون أن يفقد جنديا واحدا من جيشه الجرار...و إن كان "لمغيفري" قد فقد كثيرا من وقته الثمين على حساب وقت العمل ، و هو المُجدُّ فيه، و وقت رفقة  بناته المصونات حفظهن الله،و هو الأب العطوف..قابلتُه قبل أشهر ذات مساء في جولة له مع بناته في متنفس قصر المؤتمرات بنواكشوط....و بما أن الشيء بالشيء يذكر، شكرا للسيد الرئيس "عزيز" على ذلك الفضاء....

"لمغيفري" سفير لنا أينما توجه، فهو رَديفٌ لكلمة : وطن....و يوم الخميس القادم بإمكانكم متابعته حكما رئيسيا  لمباراة من العيار الثقيل بين الشقيقة مصر و الصديقة أوغندا في رسم تصفيات كأس العالم ، ﻳﻌﺎﻭنه ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﻨﻰ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺭﻭﻣﺒﻮﺑﺎ ، ﻭ سفيرنا الموريتاني الثاني  "ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﺍﺭ"  ﻭﺍﻟﻐﻴﻨﻰ ﺃﺣﻤﺪ ﺳﻴﻜﻮﺗﻮﺭﻯ ﺣﻜﻤﺎ ﺭﺍﺑﻌﺎ ، ﻭﻣﺮﺍﻗﺐ ﻛﻮﻧﻐﻮﻟﻰ ﺭﻧﻴﻪ ﺩﺍﻧﻴﻞ..

تحية للمغيفيري،و تمنياتنا له بالتوفيق و النجاح و طول العمر.....عشتم و عاشت موريتانيا.

بقلم/ محمد محمود ولد محمد أحمد