أيّ معنى ل"حقوق الانسان" في ديوان الغرب!؟؟ محمد فال ولد بلال

-A A +A
اثنين, 2014-08-25 15:25

كنا نقرأ في نظم عبيد ربّه:إنّ الكلام عندنا فلتستمع ’’’’ لفظ مُركّب مفيد قد وُضع ،،، بمعنى أنْ ليس لكل عبارة معنى، حتى ولو كانت سليمة تماما من حيثُ اللفظ و النحو و التركيب. فهل من معنى مثلا لعبارة "أكَلْتُ ماءً مُربّعا"!؟؟ أو مستطيلا؟؟؟ رغم سلامة اللفظ و النحو و التركيب، فهذا ليس بكلام ذي معنى..و"حقوق الإنسان" هي من هذا النمط من العبارات التي على كثرة استعمالها، يشقُّ عليك إنْ أمعنتَ النظر في معاني الألفاظ أن تقف على معناها. الحديثُ هنا يتعلّق "بالإنسان العام"، أو "الإنسان المجرَّد"، أو "الانسان الوهمي" أي عن شيء يُشْبه "الغول" أو "العنقاء" أو "الخلُّ الوفي" لجهة استحالة وجوده.

شخصيا، لم أر في الوجود، في العالم الواقعي والحقيقي هذا "الإنسان العام" أو "المجرّد" حتى يُمكنُ للناس التحدُّث عن"حقوقه" بعدالة و نزاهة. فالإنسان كما نعرفُهُ و نتعاملُ معهُ، هو "إنسان حقيقي" و "واقعي"، "إنسانٌ مخصوصٌ" أو "ملموسٌ"...فهو "العامل"، و "الفلاَّح"، و "الراعي"، و "رب العمل"، و "الطالب"، و "الوزير"، و "الغني"، و "الفقير"، و "العاطل"، و "الموظف"، ليس الانسان الافتراضي "الفيسبوكي" و إنّما الانسان الواقعي، إلخ... هذا الانسان نجدهُ في الواقع على أنماط مختلفة، و مُستويات مُتباينة اجتماعيا و اقتصاديا و سياسياً، من باب ما يملك، أو ما لا يملك، من نفوذ و سلطة و سيطرة و جاه و مال و إمكانات و صحة و طاقة...

و رغم كلّ ما نراهُ من أوجه و صور "التبايُن" و "اللا مساواة" و "المُفاضلة" في الرزق و الظروف المعيشية في العالم الواقعي والحقيقي للبشر، فإنّ ذلك لم يمنع جهابذة الفكر الليبرالي - الغربي من أن يرفعوا شعار "المساواة" في الحقوق ضمن ما يُسمّونهُ "الاعلان الدولي لحقوق الانسان"... "مساواة" و "حقوق"...هي في الواقع حبْرٌ على ورق!!!!...إنَّهم في موقفهم هذا كمثل من جاء برجلين إلى نهر، أحدهما يجيد السباحة، ويملك زورقاً، و الآخر لا يجيدها، ولا يملك حتى لوحاً من الخشب، ثمَّ خطب فيهما قائلاً: إنَّكما بشران متساويان تماماً في حق "عبور النهر"!!! أو كمن جاء لمريض لا يستطيع الحصول على دواء، أو مصاب بأمراض منشأها الجوع أو سوء التغذية، و سأله "لماذا توشك أن تموت مرضاً أو جوعاً وأنتَ لكَ الحق في الحياة ؟!" و كذلك "الحق في العمل"...فهو النفاق في بيانه الأوَّل والأعظم، تصوروا مثلا أنّ كلّ "الموظفين" و جميع "العاطلين"على وجه الأرض هم متساوون تماماً لجهة "الحق في العمل"...

باختصار، ما أريدُ الوصول إليه هو أنَّنا نُشاهدُ في واقع الناس هنا و في كلّ مكان، ما يُقيم الدّليل على أنَّ كل ما يقولُهُ الغرب في أمر "حقوق الانسان" ليس سوى قول حقٍّ يُراد به باطل...و الغرب و أتباعَهُ هم أوّلُ من يعلم بأنّ "المساواة" في الحقوق [على الورق]...يُقابلُها "اللامساواة" في الواقع [على الأرض]..و أنّ الحديث عن حقوق الانسان...إفْكٌ!!! بالضبط كقولهم بِ"حقّ إسرائيل في الدّفاع عن نفسها"!!??...و يبقى المؤسفُ في الأمر كلّه هو أنّ مُعظم دول العالم تُنافقُ الغرب و تُردّد أكاذيبهُ...و تتلهّى بما يرميه لها من عظام صغيرة...صدق و الله العلامة بْنُ خلْدون [رحمه الله] القائل بأنّ "المغلوبَ مولَعٌ بتقليد الغالب و اتّباعه و الاقتداء به"...شخصيا، أعود و أطرح السؤال: أيّ معنى لِ "المسواة" و "حقوق الانسان" في ديوان الغرب؟؟؟؟