الإخوان والعقيد وذاكرة الذبابة..!/ سيدي محمد ولد ابه

-A A +A
خميس, 2014-08-28 10:16

تخاطب بيانات العقيد اعل ولد محمد فال وتصريحاته المتتالية هوى في نفوس الإخوان المسلمين في موريتانيا، الذين فشلوا في تحقيق الحد الأدنى من طموحهم السياسي عبر كرنفالات الرحيل الباهتة، وعجزوا عن تكرار تجربة  نظرائهم في السطو على الحكم في "ليبيا،وتونس، ومصر" وغدروا بحلفائهم في موريتانيا لانتزاع مؤسسة المعارضة الديمقراطية..

يهلل "كتاب" الإخوان لتصريحات العقيد الذي يهذي بما لا يعقل- أو هكذا يبدو من بياناته- وتفتح جرائدهم الواسعة الانتشار صفحاتها أمامه ليبكي كالنساء "مجدا" لم يحافظ عليهكالرجال، ويطلق العنان لخياله المريض، سبا وشتما في حق الرئيس ومؤسسة الجيش الوطني التي احتضنت الرجل 40 سنة وبوأته أرقى المراتب حتى بات شيئا مذكورا.

يرقص الإخوان وإعلامهم لتصريحات العقيد، ربما لأنه يملك من الجرأة ما لا يملكون، ويستطيع أنيتفوه بما يشفي صدورهم المريضة، وتعجز ألسنتهم الحداد عن البوح به، خوفا وطمعا..

عام 1994 انتزع العقيد مدير أمن ولد الطائع اعترافات مسجلة في التلفزيون الرسمي، من قادة الإخوان المسلمين، يوم كانوا منضوين تحت حركة "حاسم"،  يتوسلون فيها العفو ويطالبون بالصفح والنية"أن لا أعود أبدا"، بعدما أذاقهم من الهوان صنوفه ومن العذاب ألوانه..

بعد ذلك بـ12 عاما تحديداوقف العقيد- وهو رئيس للدولة حينها- في مهرجان شعبي في روصو وأعلن صراحة أنه لنيقبل الترخيص لحزب إسلامي تحت أي ظرف..

وما بين التاريخين عِقْدٌ من التنكيل والتشريد اكتوى بناره الإسلاميون الذين تركوا البلاد والعباد فريسة للجلاد ولد محمد فال وأقاموا ما طاب لهم المقام في عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل، هربا من زبانية العقيد وجواسيسه وعسسه الذي لاينام.

يشترك العقيد فال والإسلاميون في أن ذاكرتهم تشبه ذاكرة الذبابة، التي يقال إنها تنسى في خمس ثوانفقط، فعندما تحوم حولك وتضربها، تعود إليك بعد خمس ثوان مرة أخرى..

نسي الإسلاميون ماحاق بهم- وبموريتانيا من خلفهم- من ويلات على يد العقيد ولد محمد فال، ونسي الأخير أن الإسلاميين إرهابيون يجب أن يقتلوا أو يصلبوا أو ينفوا من الأرض، وحاول الطرفان بناء حلف جديد- غير مقدس طبعا- يُسخر فيه العقيد ما لديه من مال وتجربة لزعزعة الأمن والاستقرار حتى ولو تطلب الأمر توريد السلاح وتجنيد المرتزقة، على أن يسعى الإسلاميون بإعلامهم وأموالهم ودسائسهم لتسويق أفكار العقيد وبهرجتها وصقلها وإخراجها للرأي العام في الشكل المناسب.

وفي هذا المنحى تندرج مساعي ولد محمد فال وبياناته المتتالية ومقابلته الأخيرة التي تنضح حقدا وكراهية، دون أن تحمل أفكارا تصلح لأن تكون مرتكزا للنقاش موافقة أو معارضة.

يقول العقيد ولدمحمد فال إن قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني تم بضغط من طرف خارجي، لكنه لا يعترفبأنه كان أحد عرابي إقامة هذه العلاقة وآخر المتشبثين بها حتى بعد أن قُطع دابرها.

ويمضي في كيل المديح لولد الطائع الذي "يكن له الاحترام" ويعتبره "وطنيا" تماما كما يكن الاحترام لليهود مفرقا بينهم وبين الصهاينة. لكن هذا الاحترام الذي يوزع مناصفة بين ولد الطائع ومنظمة علاء الدين اليهودية، وحركة الإخوان المسلمين في موريتانيا، ينعدم تماما لدى العقيد حين يتعلق الأمر بالوطن والجيش وثوابت الأمة..