ولد سيدي يحي يكتب : أن يبلغ الوطن سن الرشد

-A A +A
أربعاء, 2017-11-29 13:06
 محمد محمود ولد سيد يحي

من محاسن الموافقات أن تأتي الذكرى السابعة والخمسون لعيد الاستقلال الوطني في شهر ربيع الأول على بعد يومين من مولد الرسول المعظم صلى الله عليه وسلم.

توفيق في الزمان والمكان والإعلان عن بلوغ الوطن سن الرشد، فالعلم الوطني الذي تزينه دماء الشهداء يرتفع خفاقا على أنغام نشيد "الأباة الهداة الكرام"، مترجما إرادة الأغلبية المطلقة من الموريتانيين الذين عبروا في استفتاء الخامس من أغسطس عن تعلقهم بقيم التضحية من أجل الوطن والمواطن..

على ثرى مدينة كيهيدي الطاهر تتعانق دماء الحاج عمر الفوتي، وممادو لامين، وبكار ولد اسويد أحمد، وسيد أحمد ولد أحمد ولد عيدة، وولد امسيكة، ومن تبعهم بإحسان في الذود عن الحمى..

كيهيدي رمز الوحدة الوطنية، وصلاة الغائب لمداواة جراح الإرث الإنساني، تشهد عيد المولد لوطن شب عن الطوق ليصبح ضمير الأمة وواو الجماعة بدلا من الدور الهامشي لهمزة الوصل..

هنا على ضفاف نهر صنهاجة يتوج رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز مسيرة العطاء ليبشر فقراء المزارعين والمنمين، وعمال الصحة والتعليم في الأرياف والمناطق النائية، أن موارد موريتانيا الرحيمة من أجلهم، تماما كما نال ساكنة آدوابه والأحياء العشوائية، وأبناء مثلث الأمل، والمعوقون، وعائلات الشهداء، والبحارة، والعمال غير الدائمين، والأئمة، نصيبا مفروضا..

كم هي خافتة ومبحوحة أصوات الأقلية التي تسعى يائسة للتشويش على المسيرة، أمام جلبة الحشد الكبير من المواطنين الذين جاءوا ليسمعوا أنشودة الأمل وميلاد الوطن من جديد..

لقد وأدت جموع كيهيدي كل أصوات النشاز التي تدعو إلى الشرائحية وإيقاظ الفتنة النائمة، فالطرق المعبدة التي تزين المدينة وصلت إلى مقاطعات امبود ومنكل، وهاهي تغذ السير نحو مدينة مقامة. ومياه "فم لكليتة" لم تعد راكدة بعد أن قهرتها إرادة الإنسان الموريتاني لتسقي آلاف العطاش في أربعين تجمعا سكنيا بمثلث الأمل عبر آفطوط الشرقي وصولا إلى باركيول، وآلاف الأسر في مقاطعة امبود استفادت من التحويلات النقدية الشهرية...

أجل بلغت موريتانيا سن الرشد؛ فالجيش الوطني المهاب، والحالة المدنية البيومترية، والوضع المالي المستقل، وآلاف كلمترات الطرق المعبدة، وشبكات المياه والطاقة، والمستشفيات المتخصصة، والجامعات والمعاهد العليا المهنية، وثانويات الامتياز، والموانئ والمطارات شاهدة على نهضة شاملة.

إنها الجمهورية الإسلامية الموريتانية التي طبعت المصحف، واكتتبت الأئمة، وجعلت إذاعة القرآن الكريم وقناة المحظرة عنوانا للإسلام الوسطي الذي نشره الأجداد..

إنها بلاد المنارة والرباط التي تصل الماضي بالحاضر عبر مهرجان المدن القديمة، وتخلد دماء شهداء المقاومة، وتقود الدبلوماسية العربية والإفريقية بتألق ونجاح..

اليوم يئست المعارضة الافتراضية ودعاة الفتنة أن ينالوا من وحدة الوطن واستقراره..

اليوم أعلنت أغلبية الموريتانيين تمسكها بالمسيرة وقائد المسيرة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز من أجل عبور آمن إلى المستقبل..

أخذناك عهدا   حملناك وعدا

ونهديك سعدا     لجيل أطل

سنحمي حماك   ونحن فداك

 ونكسو رباك   بلون الأمل

وعند نداك      نلبي أجل