دعاة الثالثة و حالة الإرباك../ الأستاذ : إسلمو أحمد سالم

-A A +A
سبت, 2018-03-03 22:53
الكاتب الصحفي الاستاذ / إسلمو ولد أحمد سالم

تتسارع الأحداث ، و يضيق الخناق على المأمورية الثانية للرئيس ، و تسود حالة من عدم وضوح الرؤية حول مستقبل الكرسي ، و تتضارب التصريحات ، في مشهد يوضح بجلاء حالة الإرباك الذي تعيشها القمة و من يدور فلكها.

إعادة هيكلة الحزب كعنوان ، و أيام تشاورية حول بنائه ، و جدول الأعمال المعلن يظهر التعاطي معه كمن يقوم بدور على خشبة مسرح ، و كأن الأمر المستهدف مخفي لا أحد يستطيع البوح  به ، أو طرحه كنقطة جوهرية في اللقاء.

يجري الرئيس المقابلات و يدلي بالتصريحات ، و لعل تصريحات "جون آفريك" كانت الأوضح: لن يترشح ، لكنه لن يخرج من المشهد . يبادر قادة الحزب إلى المجلة المشهورة ، فيطالبون من ممثلها القيام باستطلاع عن آراء المواطنين حول بقاء الرئيس من عدمه ، و تبدو النتائج المرجوة غير مضمونة .تقوم مسيرات خجولة أمام القصر ، و يلف المشاركون فيها رؤوسهم و أوجههم بالألثمة ، فالوصمة التي ستبقى مع المشاركين ، إن تغيرت القمة ، قد لا تخدم الاستثمار.

يأمر بعض الوزراء بعض الأوركسترا المحيطة به في الصف الثالث بالتظاهر ، و هي عملية تشبه إلى حد بعيد ضرب الرمل ، فإن بقي الرئيس فقد طالبنا بذلك ، و إن رحل فتلك مظاهرة شبابية لا تعبر عنا.

تبدو الخطابات و المداخلات ، و التصريحات التي يدلي بها المسؤولون و كأنها تطفو بعيدا عما يجول في خواطرهم ، و تطبع الضبابية الخطاب السياسي ، الذي يتحدث عن النهج ، و لا يعلم هل النهج هو الشخص أم البرنامج أم الحزب .تطفو في بعض الأحيان خلافات بين قادة الرأي في الحزب ، و هي إما مفتعلة لإيهامنا بديمقراطية مزعومة ، أو واقعية و تنذر بتشرذم ينبئ عن انفلات في الحزب و السلطة التنفيذية المحيطة بالرئيس.

خروج الرئيس من السلطة يبدو مطلبا شعبيا صامتا نظرا للأوضاع الاقتصادية المزرية ، رغم الرضى العام السائد حول الاستقرار الأمني ، و ليس هذا المطلب الصامت كرها للرئيس بقدر ما هو رغبة في تعميق الديمقراطية في البلد و و تعبيرا حالة النفور من النمطية التي سادت في البلد منذ الاستقلال ، من تقديس للرئيس ، و إظهاره الأوحد الذي لا يمكن استبداله ، و عند تبديله ، طوعا أو قسرا ، يظهر أن الأمر جد بسيط ، و الأبهة المخيفة تحولت إلى حمل وديع ، تصب اللعنات على عهده.لا يعرف الرئيس ما يريده ما ينبغي أن يقوم به بالضبط ، لأن الرغبة في البقاء تتطلب مناخا دوليا و قبولا شعبيا حقيقيا لا مفتعلا . و لا يعرف الحزب و أركان السلطة ما هو القرار الحقيقي للرئيس .و تبقى التفاعلات قبل اتضاح الرؤية في حالة فرملة ، لأن كل تصرف قد يحمل أوجه متناقضة مع المستقبل الذي يسير إله البلد. و تبقى المعارضة الممتطى السهل بالنسبة للجميع ، لأن نقدها و الهجوم عليها قد يوفر خطابا يتم تداوله سدا للفراغ في مادة التعاطي السياسي .