زيارة بن سلمان.. تأكيد آخر على عمق علاقات البلدين

-A A +A
جمعة, 2018-11-23 16:11

تعتبر الروابط بين الشعبين الموريتاني السعودي من بين أعمق واصدق الروابط التي تجمع الشعوب، قبل قيام الدولة الموريتانية وخلال كل الأنظمة التي تعاقبت على السلطة في البلد..

إن ما يميز المملكة العربية السعودية عن غيرها من الدول هو ثبات النهج في سياستها الخارجية حيث أرست لنفسها ثوابت لم تتزعزع في مختلف التحولات والأزمات الدولية، وكانت مثالاً على الدولة المؤثرة التي وقفت بكل حزم إلى جانب موريتانيا في أحلك الظروف، خصوصا إبان الاعتراف الأممي بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، رغم تقاعس اغلب العرب عن دعم الدولة الوليدة.

وليست العلاقة الموريتانية بالمملكة والتي هي علاقة أخوية وطيدة وأصيلة ضاربة في التاريخ سوي دليل على وشائج العلاقات الشعبية بين "الشناقطة القدماء والآباء المؤسسين للمملكة" وهو ما عكسته المواقف السعودية الداعمة لموريتانيا منذ الاستقلال وحتى اليوم، وهو ما جسدته كذلك الزيارة التاريخية للملك فيصل رحمه الله، التي أداها لنواكشوط مطلع سبعينيات القرن الماضي وتحديدا: يوم 23 نوفمبر سنة 1973.

"لقد حرص الرؤساء الموريتانيون والملوك السعوديون على مدى العقود الخمسة الماضية على الالتقاء وتوثيق الصًلات حيث لم يكن القادة الموريتانيين في غنى عن الدعم المادي والمعنوي من المملكة العربية السعودية كما كان القادة السعوديون يدركون أن موريتانيا تمثل عمقا استراتيجيا للعرب والمسلمين وجسرا للتواصل والتبادل العلمي بين العرب وإفريقيا".

بعد أيام قليلة سيسجل التاريخ زيارة أخرى يقوم بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لموريتانيا، وهي زيارة تدلٌ على مواصلة النهج الذي بدأه السًلف وسيستمر بحول الله وقوته على أيدي الخَلف.

كما أنها في المقابل ثمرة جهود دبلوماسية حثيثة ظلت تعمل عليها حكومات البلدين وجسدها القادة من خلال تنويع التعاون المشترك في ما يخدم الشعبين الشقيقين. فخلال السنوات القليلة الماضية تسارعت وتيرة التعاون بين البلدين في مجالات عدة: اقتصادية، اجتماعية، أمنية، واجريت زيارات متبادلة بين الوزراء والمسؤولين السامين في موريتانيا و المملكة، أسفرت جميعها عن اتفاقيات ومذكرات تفاهم جديرة بتعميق العلاقات وترسيخ مبدإ التعاون المثمر بين الأشقاء.

وقد لعب أصحاب السعادة السفراء: محمد محمود ولد محمد الأمين، حمادي ولد أميمو؛ من جهة، وسفير المملكة العربية السعودية المعتمد في موريتانيا هزًاع بن زبن بن ضاوي المطيري، ادواراً لا يستهان بها في سبيل تسريع وتيرة التعاطي والتواصل بين رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

من المؤكد أن زيارة ولي العهد السعودي لانواكشوط، تعتبر بحسب المراقبين نجاحاً جديداً للدبلوماسية الموريتانية، وإضافة نوعية في سبيل تطوير وترسيخ العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.

 

السفير