من تناقضات بيان منتدى المعارضة

-A A +A
أحد, 2018-12-02 09:18

في الوقت الذي تتأهب فيه موريتانيا، شعبا وحكومة ورئيسا؛ رجالا ونساء، وشيبا وشبابا، للاحتفاء بضيف بمكانة ومستوى سمو ولي عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود؛ في انسجام تام مع قيم الكرم والضيافة وحسن الوفادة التي تميز بها الشناقطة عبر التاريخ وبها عُرفوا اشتهروا وتميزوا عبر التاريخ؛ يخرج منتدى المعارضة ببيان يخالف في شكله ومضمونه وتوقيته كل تلك القيم الراسخة المستمدة من تعاليم الإسلام السمحة ومن أعراف وتقاليد قوم اتخذوا من فضاء الصحراء المفتوح في كل الآفاق موطنا، ومن الخيمة المفتوحة من كل الجهات مسكنا؛ فكانوا خير خلف لخير سلف عرف بأنه "ركب من الأشراف منتظم أجل ذَا العصر قدرا دون أدناهم"...

لقد حمل بيان المنتدى من الإساءة لموريتانيا وشعبها وقيمها النبيلة السامية أكثر مما حمل لضيفها الكبير سمو الأمير محمد بن سلمان ووفده الكريم؛ كما اتسم بالتناقض الصارخ والشذوذ البيِّن، في الأسلوب والطرح؛ فضلا عن كونه عرى مواقف من آصدروه تجاه وطنهم وأمتهم العربية الإسلامية ومن قضيتها القومية والدينية الأولى؛ قضية القدس الشريف وفلسطين السليبة.

- التعارض الصارخ بين محتوى البيان (غير الموفق) وبين مضمون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (...) من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه؛

- التناقض التام بين موقف التضامن المعلن مع الشعب الفلسطين واتهام ولي العهد السعودي بالمشاركة في مؤامرة ما يعرف بصفقة القرن؛ بينما يقر المنتدى، في بيانه، بشكل صريح لا لَبْس فيه، باعترافه العلني بدولة إسرائيل حيث اعتبر إن ولي العهد السعودي جعل من بلاده "سندا لدولة إسرائيل"؛ وهو تناقض يظهر بشكل أكثر وضوحا من خلال مطالبة البيان بالتحقيق في ملابسات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا "لتحديد المسؤلين الحقيقيين ومحاكمتهم"؛ قبل أن يعلن في فقرة موالية بنفس البيان أن الأمير محمد بن سلمان "هو من استدرج الصحفي إلى إسطنبول ليتم قتله وتقطع جثمانه وإخفاؤه" !

- التنديد بموقف الولايات المتحدة تجاه القضية الفلسطينية واتهامها بالعمل على تصفيتها، وفي نفس الوقت يستشهد المنتدى بحديث الرئيس دونالد ترامب بشأن دور مزعوم للسعودية فيما يعرف بصفقة القرن؛ علما بأن المعارضة الموريتانية ذاتها هللت، قبل أقل من شهر، لقرار ترامب معاقبة موريتانيا...

- اتخاذ سياسة ونهج الرئيس محمد ولد عبد العزيز القائم على توطيد وتدعيم علاقات الأخوة المتميزة بين موريتانيا والمملكة العربية السعودية ذريعة لايهام هذا الأخير، وإن ضمنيا، بتبني ودعم ما يعتبره المنتدى إضرارا بالعلاقات الأخوية بين الشعبين الموريتاني والسعودي وبالقضية الفلسطينية المقدسة؛ وهي حجة واهية لا تصمد أمام حقيقة مواقف الرجل بهذا الخصوص؛ فهو من دشن عهده في السلطة بطرد سفارة الكيان الصهيوني نهارا جهارا من بلاد المنارة والرباط، وأمر بكنس موقعها بينما كانت نفس "المعارضة" تُمارس نشاطها السياسي بشكل طبيعي طيلة فترة التطبيع في ظل نظام ما قبل أغسطس 2005، والمرحلة الانتقالية التي تلت رحيله، وخلال مرحلة النظام المدني الذي أفضت إلى قيامه.

إن الشعب الموريتاتي، بجميع مكوناته وأطيافه، يرحب بضيف الجمهورية الإسلامية الموريتانية سمو الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة، حيث تقيم مئات العائلات الموريتانية الشنقيطية معززة مكرمة في المدينة المنورة وفي جدة والرياض، وغيرها من مدن وأقاليم بلاد الحرمين الشريفين.

أحمدو ولد إسلمو ولد النباش