"وساطة" ولد محمد لقظف .. حقيقة أم خيال؟

-A A +A
أربعاء, 2014-10-22 15:22

عاد الأمل ضعيفا إلى الساحة السياسية الموريتانية بعد حالة اليأس التي خيمت عليها منذ الإنتخابات الرئاسية الأخيرة، وذلك بعد أن راجت أمس أخبار عن بدء رئيس الوزراء السابق مولاي ولد محمد الأغظف بتكليف من الرئيس، اتصالات بالمعارضة الموريتانية بشقيها القصي والقريب لترتيب لقاء بينها مع رئيس الجمهورية.

فقد أكدت مصادر صحافية «أن الوزير الأول السابق وهو رجل متزن ومرن ويحظى بثقة كبيرة، كلف من طرف رئيس الجمهورية بمهمة سياسية دقيقة وهي العمل على تهدئة الساحة السياسية عبر تنظيم لقاء مباشر بين الرئيس والمعارضة للإتفاق على خارطة طريق تخرج موريتانيا من حالة التأزم السياسي التي تقبع فيها منذ انقلاب 2008».

ومع أن الحديث عن هذه المهمة بدأ قبل أيام فقد جزمت أسبوعية «لوتانتيك» الموريتانية المستقلة في تقرير لها أمس «بأن ولد الأغظف تمكن بتجربته وحنكته من إجراء اتصالات مهمة بأطراف عدة في ساحة المعارضة».

وأشارت إلى «أن ولد محمد الأغظف التقى برئيس المنتدى الشيخ سيدي أحمد ولد بابامين قبل أسابيع وعرض عليه مقترح استئناف الحوار وبشكل مباشر هذه المرة مع رئيس الجمهورية، كما تناول هذا اللقاء، حسب «لوتانتيك»،

تبادلا للآراء حول الحالة السياسية العامة وحول أوضاع السكان والمشاكل التي يعانونها».وخلال اللقاء أكد رئيس الوزراء السابق «أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز على أتم الإستعداد لاسئناف غير مشروط للحوار مع المعارضة، كما أكد ولد الأغظف «التزامه الشخصي ببذل كافة الجهود لتنقية الأجواء على أسس ترضي الجميع».وتؤكد المصادر «أن رئيس الوزراء استطاع أن يقنع رئيس منتدى المعارضة بجدية المهمة التي يقوم بها».

وأجرى رئيس الوزراء السابق، حسب مصادر مقربة من الملف، «اتصالات هاتفية مطولة حول مهمته مع كل من زعيم المعارضة أحمد ولد داده، ومحمد ولد مولود رئيس حزب اتحاد قوى التقدم، وجميل منصور رئيس حزب التجمع الإخواني، وصالح ولد حننه رئيس حزب حاتم، وكان حاميدو بابا رئيس حزب حركة التأسيس».

وحسب المصادر «فإن قادة أحزاب المعارضة الراديكالية أخبروا بفحوى مهمة الوساطة التي يقوم بها رئيس الوزراء السابق وأكدوا أن القرار الخاص بالإستجابة لمحتواها سيتخذ على مستوى قيادة المنتدى».هذا ومع تداول هذه الأخبار، تنفي أوساط منتدى المعارضة إجراء هذه الإتصالات، وأكد قياديون فيها عدم علمهم بأي شيء يخص هذه الوساطة.واعتبر عدد من قادة المعارضة أن «نشر أخبار عن وساطة يقوم بها رئيس الوزراء السابق لا تعدو كونها بالون اختبار أطلقه النظام المختنق لجس نبض المعارضة».

وسيتابع رئيس الوزراء السابق اتصالاته، حسب «لوتانتيك»، على مستوى معارضة الوسط بعد أن أكمل اتصالاته مع المعارضة الراديكالية حيث من المقرر أن يلتقي هذه الأيام بقادة معاهدة التناوب الديمقراطي وبقادة النقابات ونشطاء المجتمع المدني.ولاحظ المراقبون «أن الرئيس ولد عبد العزيز استبعد من هذه المهمة كبار قادة الأغلبية وعلى رأسهم سيدي محمد ولد محم رئيس الحزب الحاكم».ويجمع المراقبون على «أن مهمة ولد محمد الأغظف، إن كانت مقررة بالفعل، لا تخلو من صعوبة، حيث أن المعارضة أصبحت أكثر حذرا وتماسكا بعد التجربة التي خاضتها مع النظام في اتفاق داكار 2009، وبعد الحوار الأخير الذي أجرته مع النظام والذي باء بالفشل».

وإذا كانت المعارضة المنضوية تحت لواء المنتدى تظهر توحدا كبيرا في تعاملها مع النظام فإنها غير متفقة حول أهم ما يمكن أن يفضي إليه الحوار المرتقب وهو تنظيم انتخابات نيابية سابقة لأوانها تشارك فيها المعارضة بكافة أطيافها وتضمن دخولها إلى البرلمان الذي حولته الإنتخابات البرلمانية الأخيرة إلى برلمان ذي لون واحد تقريبا.

عبد الله مولود/ القدس