ولد سيدي يحي يكتب ... يمينا لنعم السيدان

-A A +A
سبت, 2019-08-03 13:06

من الصحراء جاء الأنبياء، ومنها تلقت البشرية أجمل الدروس، وقدم الفاتحون ليغيروا التاريخ، ذلك هو ما يقوله ابن خلدون،وتوينبي، وسمير امين...

صحراء الملثمين بعد ألف عام تعيد مآثر المرابطين، أبو بكر بن عمر يتنازل طواعية عن السلطة لقائد جيوشه يوسف بن تاشفين..

كم هي مليئة بالرمزية والدلالات صورة التبادل السلمي على السلطة بين الرئيسين محمد ولد عبد العزيز ومحمد ولد الشيخالغزواني، في قصر المرابطين....مازال بوسع الصحراء أن تنجب العظماء..

كرسي الرئاسة الذي سالت حوله دماء غزيرة وما زالت تسيل، ودمرت من أجله حواضر عريقة وما زالت تدمر؛ في بغداد،ودمشق، وصنعاء، وطرابلس..يتم التداول عليه بكل هدوء في مهد المرابطين...

قصة عهد ووفاء بين سيدين عظيمين، وقائدين من طينة الرجال، أعادت لبلاد شنقيط ألقها، وأكدت أن "الفراعنة ليسوا موريتانيين" (عنوان مقال كتبه العبد الفقير قبل عقدين من الآن)..

أن يشيد رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بخصال سلفه، ويعدد إنجازاته العملاقة بكل اعتزاز فهذا يعني تجاوزنا دوامة (كلما دخلت أمة لعنت أختها)..

لقد تواضعت نجوم السماء للرئيس الرمز محمد ولد عبد العزيزوهو يتنازل عن السلطة طواعية في أوج قوته السياسية، فالرئيس الذي يمتلك أغلبية مريحة في البرلمان، والمجالس الجهوية والبلدية، وتطالبه المبادرات الشعبية باستكمال المسيرة، ويتمتع بشرعية إنجازات عشرية غير مسبوقة، قرر طواعية ان يعتزل في أوج نجوميته، وأن يسلم الراية ليد أمينة..

ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم....

أما الذين منعهتم معاصرة الرئيس الرمز محمد ولد عبد العزيز من مناصرته و"المعاصرة حجاب"، فنقول لهم كما قال صلى الله عليه وسلم في أهل بدر؛ ما يدريكم لعل الله اطلع على من جرف السفارة الصهيونية في نواكشوط، وفرج كربة آلاف الأسر في أحياء الصفيح، وسقى عطاش مثلث الأمل من مياه آفطوطالشرقي، واكتتب الأئمة وأنشأ المحاظر النموذجية، وداوى جراح الإرث الإنساني، وأنشأ وكالة التضامن، وبنى المستشفيات التخصصية والموانئ والمطارات، وفتح فضاء الحريات واسعا، وجعل نواكشوط قبلة للقمم العربية والإفريقية، وخلد دماء الشهداء في العلم الوطني...ما يدريكم لعل الله اطلع على من فعل كل ذلك وختمه بتسليم السلطة إلى رجل يجمع بين الكارزميةوالأخلاق....ما يدريكم لعل الله اطلع على اهل بدر فقال افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم...

لقد أكدت وقائع حفل تنصيب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني يوم الفاتح من أغسطس 2019 أن موريتانيا الولادة ما زالت تنجب القادة..

قال رجلان من الذين يخافون على الوطن أنعم الله عليهما بالكارزمية والوفاء إن الشعب الموريتاني جدير بالديمقراطية، ومن حقه أن يقطف ثمارها اليانعة..

لقد حمل خطاب تنصيب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني آمالا عريضة في السير بهذا الوطن الى الأمام، وأصبحت التعهدات التزامات، وقال الرجل، الذي حظي بإجماع غير مسبوق من مختلف ألوان الطيف السياسي، بلسان فصيح، إن من حق جميع أبناء هذا الشعب أن يحلموا بمستقبل واعد..

محظوظ أنت يا وطني العزيز بهذا الجيل الجديد من القادة؛

رئيس منصرف يدخل التاريخ من أوسع أبوابه، ورئيس جديد يدخل القصر مسلحا بأقوى شرعية سياسية في التاريخ الموريتاني المعاصر..

يمينا لنعم السيدان وجدتما

على كل حال من سحيل ومبرم

تداركتما عبسا وذبيان بعدما

تفانوا ودفوا بينهم عطر منشم..

محمد محمود ولد سيد يحي